اعتاد سكان مدينة عر عر على مو ا جهة البرد القارس بوسائل التدفئة التي يعتمد معظمها على الكيروسين كوقود، ولكنهم في هذه الأيام، والتي هم بأشد الحاجة فيها إلى مصادر التدفئة، تواجه المدينة نقصا حادا في الكيروسين، ضاعف من معاناتهم مع الكتلة القطبية التي استوطنت مد ينتهم منذ نحو ﺃسبوع وهبطت بدرجات حرارتها إلى ﺃدنى من الصفر على مدى ﺃيام متتالية. وقال مواطنون إن انقطاع الكيروسين في هذه الفترة الحرجة، مرده عدم الاهتمام من قبل الموزعين وحتى من قبل (ﺃرامكو)، التي يجﺐ عليها ﺃن تنظر للتفاوت في حجم الطلﺐ على الكيروسين بين ﺃيام الصيف والشتاء. وﺃشار مواطنون من المتضررين إلى ﺃنه لا يمكن إلقاء اللائمة على المواطنين الذين يخزنون كميات كيروسين كبيرة لتكفيهم طوال الشتاء، معتبرين ذلك من حقوقهم، ولكنهم يلو مو ن متعهد ي التوزيع الذين يفترض فيهم، و لمصلحتهم التجارية، ﺃن يزيدوا من كميات الكيروسين الواردة للمدينة حال وصول الشتاء، مع ﺃهمية الاستعداد لذلك في ديسمبر من كل عام، كون الشتاء يبدﺃ في المناطق الشمالية بشكل مفاجئ (بين 20 ديسمبر و 20 يناير). ومن ثم كان من المفترض على الموردين ﺃن يستعدوا للموسم قبل ﺃن يفاجؤوا بحلول الشتاء على حين غرة ويسببوا هذه المشكلة للمواطنين، خصوصا ﺃن مدينة عرعر شبه منعزلة، ولا يمكن الحصول على ما ينفد فيها من مواد، من مدن ﺃخرى كما هو الحال في بعض المناطق ذات المدن المتقاربة، وﺃبدى آخرون استغرابهم من تهاون المتعهدين، رغم ﺃنهم يبيعون الكيروسين ولا يقدمونه هبة ﺃو عطاء، وعليه فإنه في الوقت الذي يحرص فيه تجار ا لسلع ا لأ خر ى على استغلال مواسمهم فإن تجار الكيروسين لا يزالون بعيدين عن التفكير التجاري، الذي ينعكس بالمصلحة على ﺃعمالهم وعلى المواطنين في الوقتذاته. وهذه المشكلة، ليست سلبية على وجه العموم، بل و جد فيها تجا ر الحطﺐ، وتجار الدفايات الكهربائية فرصة ذهبية لنمو مبيعا تهم، حيث اتجه إليها مواطنون مع ﺃزمة الكيروسين الجارية، ولكن عددا من سكان عرعر قالوا إن ﺃسعار ا لد فا يا ت ا لكهر با ئية مرتفعة الثمن، ومن ثم لا يمكن ﺃن يعتبر توفر دفايات الكهرباء في الأسواق تعويضا عن نقص الكيروسين، كون الأخير وقودا شعبيا ﺃما الكهرباء؛ التي يكلف استخدامها ثمنا باهظا.