مع بداية نشاط حركة المراجعين والزوار بعد صلاة العصر، وبمجرد ﺃن فتحت البوابة الكهربائية الرئيسة للمستشفى وقعت عينا ﺃحد موظفي علاقات المرضى على كاميرا "شمس"، التي كان يحملها الزميل ماجد البريت، فقال بالحرف الواحد: "من المؤكد ﺃنكم تبحثون عن محمد نور"، وما هي إلا دقائق قليلة حتى ظهر الدولي السابق سعيد العويران مع الزميل ماجد التويجري مراسل برنامج صدى الملاعﺐ في () MBC يهمان بالمغادرة بعد ﺃن ﺃنهيا زيارتهما لمحمد نور، وتوقفا في حديث عابر حمل رسالة عاجلة ﺃن محمد نور يتمتع بصحة جيدة؛ لتواصل "شمس" سيرها نحو المصعد الكهربائي المؤدي إلى الدور الرابع، حيث الجناح الخاص الذي يرقد فيه اللاعﺐ. وﺃثناء الدخول إلى جناح نور الممتلئ بالزهور والهدايا، علت الأصوات الصادرة من موقع سريره، حيث كانت تدور بعض الأحاديث التي ﺃخذت طابعا ترحيبيا بقدوم "شمس" من محمد نور وشقيقه عبدالقادر، الذي كان يفاجأ كل من يدخل لزيارة شقيقه الذي يشبهه إلى درجة كبيرة؛ لأنه ﺃول شخص كانت الأنظار تقع عليه في ظل جلوسه بصورة طبيعية دون وجود مؤشرات إلى ﺃنه ﺃجرى جراحة، وتزول الدهشة مباشرة بعد رؤية محمد ممدا على السرير الأبيض. من جانبه طمأن محمد نور الجمهور السعودي على صحته بعد إجراء العملية الجراحية وعلق على إصابته قائلا: "كنت ﺃشعر بألم خفيف قبل انضمامي إلى المنتخﺐ بأربعة ﺃيام تقريبا، وتدربت في ذلك اليوم مع المنتخﺐ السعودي خلال معسكر الشرقية، وفي اليوم التالي ازداد الألم قبل التدريﺐ، وبعد إجراء ﺃشعة مقطعية عقﺐ الحصة التدريبية اتضح ﺃن الأمر يتطلﺐ تدخلا جراحيا عاجلا، وعلى الفور ﺃتينا من المنطقة الشرقية إلى الرياض"، ووجه نور شكره إلى الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل وإدارة المنتخﺐ السعودي؛ على التسهيلات التي اتخذت لإجراء العملية في ﺃسرع وقت من ﺃجل العودة إلى المنتخﺐ السعودي، وﺃكد ﺃن الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه ﺃمرا بإجراء اللازم في ﺃسرع وقت ممكن، وﺃصرا على ﺃن يجري العملية الجراحية تحت إشراف الاتحاد السعودي من خلال منعه من السفر إلى جدة، وترتيﺐ جميع ﺃموره الخاصة عن طريق الأطباء المشرفين على المنتخﺐ السعودي. وعن الشائعات والجدل الكبيرين اللذين يدوران حوله في كل مرة، وما ظهر من ﺃحاديث حول التشكيك في إصابته، قال: "الناس ملوا من كثرة ترويج الشائعات والأكاذيﺐ من ﺃشخاص (فاضين)، والحمدﷲ ﺃنني ﺃجريت العملية، وﺃنا الآن في صحة جيدة". وعن ما ﺃثير حول الخلاف على (الكابتنية)، قال: "ﺃتينا جميعا لخدمة المنتخﺐ السعودي ونلعﺐ باسم الوطن، ولا نمثل ناديا واحدا، بل نحمل على عاتقنا مهمة إسعاد ﺃكثر من 20 مليون نسمة"، وﺃضاف: "حتى اللاعبون ﺃنفسهم يجﺐ ﺃن يضعوا كل شيء جانبا في سبيل خدمة الوطنية والكابتنية، ولا ﺃعتقد ﺃن لها ﺃي قيمة في سبيل ﺃن اللاعﺐ يمثل الوطن". وعن علاقته بالمدرب الوطني ناصر الجوهر، وما دار بينهما خلال الاجتماع الذي عقده معه بعد عودته، وكذلك حديثه إليه بعد استبعاده، قال: "ﺃشكر المدرب القدير ناصر الجوهر على اهتمامه بي وتوجيهاته المستمرة لي، وفي الحقيقة كان كلامه لي بعد الإصابة مؤثرا وظهر عليه التأثر، حيث قال لي: (محتاجينك يا نور وبنستناك). وعن مدى تأثره نفسيا بخروجه من المنتخﺐ السعودي بعد مطالبات جماهيرية كبيرة بعودته إلى صفوف الأخضر، قال: "من المؤكد ﺃنني سأتأثر نفسيا حتى لو لم يطالﺐ الناس بعودتي، لكن الحمدﷲ على قضاء اﷲ وقدره، وإن شاءاﷲ يعطيني ذلك دافعا على تقديم المزيد من العطاء عن طريق المنتخﺐ والنادي"، وﺃضاف: "لا ﺃخفيكم علما ﺃنني متحمس ومتشوق لأن ﺃلعﺐ مع المنتخﺐ ﺃفضل من ﺃي مرة ﺃخرى". وﺃكد نور ﺃنه لم يفقد الأمل في المشاركة مع المنتخﺐ السعودي خلال بطولة كأس الخليج، مشيرا إلى ﺃنه سيغادر المستشفى اليوم ﺃو غدا، على ﺃبعد تقدير. من جانبه استبعد الدكتور عمر العبيد استشاري الجراحة العامة وجراحة القولون المستقيم وجراحة المناظير مشاركة محمد نور مع المنتخﺐ السعودي في كأس الخليج، وﺃكد ﺃنه يحتاج إلى راحة تمتد من عشرة ﺃيام إلى ﺃسبوعين، وقال: "ﺃعتقد ﺃنه من الصعﺐ جدا ﺃن يشارك في كأس الخليج، لكن سنتابع حالته اليوم وغدا لنرى ما يحدث". وبيﱠن ﺃن كلمة جراحة عاجلة لا تعني ﺃن حالته حرجة ﺃو ﺃن الإصابة تهدد حياته، وﺃشار إلى ﺃن وضعه الصحي جيد للغاية، وسيغادر المستشفى غدا على ﺃبعد تقدير، مبينا ﺃن جاهزيتهم لمثل حالة محمد نور عالية، خصوصا ﺃن الوضع كان يستوجﺐ جراحة عاجلة خلال 24 ساعة. وﺃوضح ﺃن طبيﺐ المنتخﺐ كان على اتصال دائم معه طوال الفترة، مشيرا إلى ﺃن بعض ﺃعضاء الجهاز الطبي كانوا يرافقونه. وعلى الصعيد نفسه وصف عبدالقادر نور الشقيق الأكبر لمحمد إبعاد نور للإصابة بالصدمة المفاجئة، وقال: "اتصل بي محمد شخصيا وﺃخبرني بالموضوع، وقال لي إنه قادم إلى الرياض، وبعد وصوله الرابعة فجرا ﺃجرى العملية السابعة صباحا"، وحول وقع الخبر على ﺃهلهم في جدة، قال: "الأهل تفاجؤوا واستغربوا كثيرا مما يدور، لكنه اتصل بالوالدة وﺃكد لها ﺃن الوضع طبيعي جدا وكل شيء قضاء اﷲ وقدره، وقدر اﷲ وما شاء فعل". فيما وصف الدولي السابق سعيد العويران لاعﺐ فريق الشباب إصابة نور بالأمر المحزن، وﺃشار إلى ﺃنه لاعﺐ له ثقله وتمنى له الشفاء العاجل. ﺃما رمزي العصيمي لاعﺐ الشباب السابق، الذي حضر لزيارة محمد نور بزي العمل الرسمي، فأشار إلى ﺃنه اعتقد ﺃن ما تداوله البعض حول إبعاد محمد نور مجرد شائعة، واتصل بمحمد نور إلا ﺃنه اصطدم بإغلاق هاتفه النقال، واتصل بأسامة المولد الذي ﺃكد له صحة الخبر، وبين ﺃنه انتظره حتى وصوله وبعد إجرائه العملية الجراحية، مؤكدا ﺃن محمد نور من ﺃفضل اللاعبين المميزين في الملاعﺐ السعودية، وتمنى له العودة سريعا لخدمة الوطن. يذكر ﺃن وسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحف احتشدت ﺃمس في مستشفى دلة إلى جانﺐ ﺃعداد هائلة من الجماهير، بالإضافة إلى المسؤولين عن المنتديات الاتحادية؛ للاطمئنان على صحة نور وتغطية تطورات إصابته.