وتعبر شهد الغامدي (ولية ﺃمر طفلة بها متلازمة داون) عن تعاملها مع خبر إصابة ابنتها قائلة: "كان اكتشافنا لحالة ابنتنا صدمة، وحزنا ﺃظل الأسرة، بل الأقارب ﺃيضا، خاصة ﺃنها آخر العنقود للعائلة، ولكن بعد مدة بدﺃنا نفيق من هذا الشعور السيئ، ونبحث الآن عن ماهية هذه الحالة، وكيف يمكن علاجها، ثم تقبلنا الوضع وﺃصبحت هذه الطفلة الجميلة بيننا، كما ﺃمتعتنا بوجودها فهي خير ساقه اﷲ إلينا لا بد من التعايش مع ذلك". تقول ﺃم طفل مصاب بمتلازمة داون: "الرضا بقضاء اﷲ وقدره هو ﺃساس تأقلمنا مع وضع ابننا وﷲ الحمد والمنة؛ فقد ﺃخبرنا الأسرة وإخوته عن حالته وبأنه يحتاج إلى عناية ومتابعة من الجميع، لكي يتدرب ويتعلم، ولما يتمتع به ﺃطفال داون من المرح ﺃصبح عضوا فاعلا ومهما بين إخوته"، وعن تقبل المجتمع خارج محيط الأقارب له تضيف: "المجتمع بشكل عام متقبل لوضع ابني، ولا نعاني رفضا له كما ﺃن الطفل عنده الثقة الكافية؛ فلم نشعره منذ البداية بأنه ﺃقل من إخوته؛ الأمر الذي عزز من ثقته بنفسه"، وعن طريقة حصولها على المعلومات التي تمكنها من التعامل بشكل صحيح مع ابنها ﺃشارت إلى ﺃنها لم تحصل على دورات تثقيفية عن حالات داون ولكن بالقراءة والاطلاع والبحث في الإنترنت تعلمت الكثير عن حالة هؤلاء الأطفال وكيفية التعامل معهم. يضيف محمود حيمور (المدير الفني لجمعية إرادة) قائلا: "يجﺐ على كل ﺃفراد المجتمع بجميع دوائرهم ﺃلا يتعاملوا مع هذه الفئة من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على ﺃنهم ﺃفراد معاقون، وغير قادرين على تحقيق التفاعل المثمر مع المجتمع ﺃسوة بأندادهم؛ فهذه النظرة السلبية عن إمكانيات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم حالات متلازمة داون تغيرت في معظم المجتمعات المتقدمة التي وفرت لأبنائها كافة فرص التطور والتقدم بدءا من مرحلة التدخل المبكر وانتهاء بمرحلة التأهيل والتشغيل المهني، وعندما شاهد المجتمع إنجازات هؤلاء الأفراد في الأماكن التي وظفوا بها تغيرت انطباعاتهم السلبية عنهم، ووصل هؤلاء الأفراد إلى مستويات من التعلم الأكاديمي الذي يمكنهم من تحقيق تكيف مقبول، ومن ثم الاستقلالية المهنية التي تمكنهم من الاعتماد على ﺃنفسهم مع بعض الإشراف والدعم البسيط الذي يقدم لهم بين الحين والآخر "، ويتطرق حيمور إلى ما يجﺐ ﺃن يقدم لهذه الفئة قائلا: "لا بد من تقديم الخدمات التأهيلية التي تتصف بالشمولية، والتي تقدم وفق ﺃحدث الطرق التأهيلية والتربوية وتبدﺃ من برامج التدخل المبكر الطبي والتأهيلي والتربوي وانتهاء بالتأهيل والتشغيل المهني، كما ﺃن المؤسسات التأهيلية والتربوية يجﺐ ﺃن تعمل على إشراك الأسرة والمجتمع المحلي في إدارة وتنفيذ البرامج التأهيلية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ويقع على عاتق هذه المراكز القيام بالدور التثقيفي لأبناء المجتمع حول كيفية التعامل مع هؤلاء وتغير انطباعاتهم السلبية عن إمكانية هذه الفئات من الأفراد". وعن ﺃهم الدراسات المحلية التي تمت في هذا الميدان يذكر ﺃحمد عزالدين (مستشار جمعية إرادة: ) "إن ﺃهم ما تم إنجازه من دراسات تختص بهذه الفئة هي الدراسة التي قدمت من خلال مركز متلازمة داون بالجبيل الصناعية، التي بحثت واقع خدمات التربية الخاصة في مدينة الجبيل الصناعية، وتمخضت عن وضع خطة استراتيجية شاملة لمواجهة مشكلة الإعاقة في مدينة الجبيل حتى عام م" 0202، وعن مستقبل إدارة العملية التأهيلية لحالات متلازمة داون يضيف عز الدين: "لقد تشرفنا قبل ﺃشهر قليلة بحضور الأمير محمد بن فهد لحفل إشهار الجمعية الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة بالجبيل الصناعية وتدشين المشروع الخيري الداعم لها، وبدﺃت الانطلاقة؛ لتحقيق خطة شمولية للوقاية من الإعاقة، وسيتم خلالها خدمة كافة فئات الإعاقة من خلال مراكز متخصصة وتشرف هذه المراكز على تفعيل وإدارة برامج الدمج بشكل مشترك مع إدارة التعليم الخاص في الهيئة الملكية وافتتاح مركز متخصص للكشف والتشخيص المبكر ومشاريع ﺃخرى داعمة لمجهود التنمية البشرية في مدينة الجبيل الصناعية".