يستعد حجاج بيت اﷲ الحرام لقضاء ﺃيام التشريق في ﺃجواء إ يما نية مطعّمة بر و ح الأخوة وصفاء القلوب ووحدة الكلمة في ﺃجمل مشهد من مشاهد الإسلام، حيث يجتمع وفود الرحمن على مشعر منى الطاهر في رحلة خا لد ة سيبقى بر يقها في سويداء قلوبهم، حيث يرى الحجيج عزة المؤمنين وتوحد صفهم، فلا فرق بين ﺃبيض ولا ﺃسود ولا عربي ﺃو ﺃعجمي إلا بالتقوى. مشعر منى ا ليو م يستأنس بقدوم ضيوف الرحمن واحتضانه لهم في ليالي التشريق ا لثلا ث، مستغلين ﺃوقاتهم فيها، بذكر اﷲ بعد كل فريضة بالتكبير المقيد، وكما قال تعالى (وَ اذْكُرُوا اﷲﱠفِي ﺃَيﱠامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجﱠلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخﱠرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتﱠقَى). و يقضي حجا ج بيت اﷲ الحرام ليالي ﺃيام التشريق في مشعر منى، الذي سمي بذلك؛ بسبﺐ ما يمنيه المؤمن من إراقة الدماء فيه من الأجر، ويتجه الحجيج إلى رمي الجمرات بعد ز و ا ل ا لشمس، ا بتد ا ء بالجمرة الصغرى ويدعون ا ﷲ بعد ها مستقبلين القبلة، ثم يرمون الجمرة الوسطى، ثم يدعون اﷲ ويرمون جمرة العقبة ويكبرون اﷲ مع كل حصاة، مستشعرين ﺃداء هذا النسك العظيم وما فيه من الانقياد والطاعة والحكمة البالغة التي شر عها ا ﷲ في ر مي الجمار، حيث إن الحكمة تعبدية ﷲ ويرخص للضعفاء من الرجال والنساء بالرمي في الليل قبل طلوع شمس ال، 11 ويقضي حجاج بيت اﷲ الحرام ليالي التشريق متأ ملين في سما ئها و جبا لها، مستشعر ين فضل هذه العبادة وجزيل ثوابها، تاركين زخرف الدنيا وملذاتها خلفهم، مستأنين بالقرب من مولاهم ومناجاته، ممتنين له بواسع الفضل والرحمة، ومن تعجل منهم يتجه قبل غروب شمس يوم 21 الإلى مكة للقيام بطواف الوداع، وفي آخر نظرة يلقيها الحاج على البيت العتيق بعد رحلة قضاها مع، اﷲ ومن تأخر يرمي الجمرات الثلاث ويندفع إلى مكة قبل غروب شمس يوم ال31؛ ليطوف بالبيت العتيق طواف الوداع ويلهج الحاج بذكر اﷲ كثيرا، حيث قال اﷲ تعالى في نهاية ﺃداء الحج (فَ اذْكُرُواْ اﷲﱠكَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ ﺃَوْ ﺃَشَدﱠذِكْرً ا).