يقول سامي الجاراﷲ الإعلامي بقناة المجد الفضائية: "التنافس الإعلامي المحموم والسبق الفضائي نحو إنشاء القنوات الإسلامية والإغراء الذي شكله نجاح بعضها، دفعت الكثيرين للحاق بالركﺐ ومحاولة اقتسام الكعكة مع النفير" لافتا إلى ﺃن التسهيلات الكبيرة التي تقدم لكل من يريد فتح قناة فضائية، ﺃساءت بطريقة ﺃوبأخرى للمهنية الإعلامية، مستبعدا ﺃن يكون دخول كثير من القنوات الفضائية قد تم بعد دراسة متأنية، وﺃضاف: "حجم المنافسة بين القنوات الإسلامية وغيرها لا يزال بعيدا عن المأمول؛ للفارق الكبير بين الإمكانات وقصر التجربة الإعلامية للقنوات الإسلامية" مشيرا إلى ﺃن خمس ﺃوست سنوات، ليست كافية لتحقيق فكر وثقافة يمكن ﺃن يعول عليهما في المستقبل، لافتا إلى ﺃن ذائقة الجمهور لم تعد كالسابق بعد ﺃن ﺃصبحت الخيارات متعددة ومتنوعة؛ ومن ثم فإن نجاح القناة الواحدة في استقطاب الجمهور ولو لبرنامج واحد، يعد نجاحا يحسﺐ للقناة. من الفضائيات العربية التي لم تراعِ القيم ا لد ينية للمجتمعا ت ا لعر بية ا لمسلمة، مشيرا إلى ﺃنه ﺃعد دراسة منهجية توصل من خلالها إلى ﺃن الشباب يحبون القنوات البسيطة وغير المعقدة ويبحثون عمن يأخذ آراءهم بعيدا عن الاستديو، منبها إلى ضرورة تكاتف القنوات الإسلامية المحافظة وتكتلها ومحاولة جمع الجهود للخروج بنتائج ﺃفضل مما هو ملاحظ على الساحة، ودعا البقمي لدمج بعض القنوات حتى تحقق شعبية ﺃعلى وحضورا ﺃقوى مما هو عليه الآن، مطالبا القنوات الإسلامية الكبرى التي تملك إمكانات كبيرة كقناة المجد التي ﺃطلق عليها جامعة المجد (على حد وصفه)، بإنشاء معاهد للتدريﺐ والتطوير على غرار مركز الجزيرة الإعلامي. وعزا إسماعيل العمري مدير مجموعة قنوات رسالة الإسلام والإعلامي السابق بقناة المجد، كثرة القنوات الفضائية الإسلامية لنجاح تجربة المجد وسدها للفجوة الكبيرة التي كانت موجودة، مستغربا الهوس الكبير في إنشاء القنوات الفضائية الإسلامية لدرجة ﺃصبحت معها القناة تنشأ لأجل ﺃغراض لا تخدم الإعلام الإسلامي في شيء، لافتا إلى ﺃنه ومن خلال لقائه بعدد من ملاك القنوات الإسلامية، وجد تخبطا كبيرا في منهجية الإدارة والضبط المالي للقناة، مطالبا بدمج القنوات الضعيفة ماديا بدلا من إغلاقها، وشدد على ﺃهمية إعلام الطفل الذي سيكون من ﺃولويات مجموعته. ويرى الدكتور مالك الأحمد الإعلامي المخضرم ﺃن الواقع يؤكد ﺃن التأثير الديني للفضائيات في الجمهور يبدو واضحا لدى المراقﺐ والمتابع لشؤون الناس والحياة اليومية، وهو واقع ينسجم مع طبيعة وتعدد الظاهرة الدينية المتنامية والمنتشرة في المجتمعات والدول. وشخّص الأحمد التحديات الكبيرة التي تواجه هذه القنوات في المرﺃة والموسيقى، مطالبا بمعالجة هذه القضية من منطلق شرعي مبني على مراعاة المصالح والمفاسد، واعترف ﺃن هناك مجالات لا يمكن للقنوات الإسلامية المنافسة فيها ﺃبدا وهي تلك التي تعتمد على الغواية والإغراء ﺃوالحرية المطلقة في جانﺐ التعبير عن الأديان ﺃوالقيم، وهذا يمثل تحديا آخر ﺃمام القنوات الإسلامية يستوجﺐ توفير بدائل مناسبة تستهوي جمهور المشاهدين، متمنيا ﺃلا يكون هناك تنافس بين الشخصيات الإسلامية على إنشاء القنوات من فراغ.