اندلعت حرب شرسة تدور رحاها في الخفاء وبعيدا عن ﺃعين الإعلام بين ملاك العقار والمستأجرين في مدينة الرياض، وذلك بعد ﺃن قرر عدد من الملاك رفع قيمة الأجرة فجأة على المستأجرين وخيﱠروهم عن طريق مكاتﺐ العقار إما بالدفع وإما الرحيل من السكن؛ الأمر الذي جعل المستأجرين يقفون مكتوفي الأيدي ﺃمام هذا (الجشع)، خصوصا ﺃن بعض الملاك طالبوا بما يصل إلى ضعف ا لمبلغ ا لمتفق عليه سابقا. "شمس" حاولت رصد الأسباب الحقيقية التي ﺃدت إلى نشوب هذه الأزمة الحادة كما وصفها قريبون من الحدث، والتقت عددا من ﺃصحاب الشأن، حيث يقول المستأجر (محمد القحطاني) الذي يسكن في حي السويدي (غرب الرياض) الذي وجدناه والذهول والغضﺐ يغطيان محياه: "فوجئت باتصال هاتفي من مكتﺐ العقار كشف لي من خلاله ﺃن مالك العمارة رفع عليّ قيمة الشقة من 17 إلى 20 ﺃلفا، رغم ﺃن شقتي لا تساوي 14 ﺃلفا حسﺐ رؤية كثير من ضيوفي؛ كونها صغيرة جدا وليس بها سوى ثلاث غرف فقط". فيما طالﺐ المستأجر (عبداﷲ الوهيبي) ملاك العقار بأن يخافوا اﷲ فيما يعملون وﺃن يعلموا ﺃن المستأجرين لو كان لديهم المال الكافي لابتاعوا مساكن خاصة بالتمليك بدلا من همّ الإيجار الذي يجثم على قلوبهم كل صباح، ويضيف: "رفع صاحﺐ العمارة التي ﺃسكنها الإيجار من 15 ﺃلفا إلى 22 ﺃلفا فجأة وعندما سألت صاحﺐ طالﺐ رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية بمدينة الرياض سابقا محمد العجلان بضرورة تعديل ﺃنظمة البناء لحلّ مشكلة ارتفاع ﺃسعار الإيجارات بشكل لافت في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى ﺃن الطلﺐ ﺃكثر من العرض بصورة واضحة، وﺃضاف عدم وجود وحدات سكنية كافية وعدم وجود نظام واضح للرهن العقاري مكتﺐ العقار عن السبﺐ قال: "إن المالك حرّ في تصرفاته ومن حقه ﺃن يرفع السعر متى شاء"، وقال ليّ بالحرف الواحد: "ﺃمامك مهلة بسيطة فإما ﺃن تقبل الزيادة في الإيجار ﺃو ترحل "! ! . ﺃما (فهد الأسمري) الذي ظل يردد قبل ﺃن نبدﺃ الحديث معه: "حسبنا اﷲ ونعم الوكيل.. ﺃين العدل فيما يفعله ملاك العقار الذين يرفعون قيمة الإيجار بين الفينة والأخرى"، مشيرا إلى ﺃنه استأجر شقته قبل ﺃربع سنوات بمبلغ 13 ﺃلفا، ومن ثم رفع بعد نهاية العام الأول إلى 16 ﺃلفا وحاليا رفع إلى 21 ﺃلفا، ويتابع: "نريد تدخلا عاجلا من الجهات ا لمختصة لتحمينا من جشع ملاك العقار". ويقول (سعد العتيبي) صاحﺐ مكتﺐ عقار: "السبﺐ واضح وهو ﺃن العرض ﺃقل من الطلﺐ، مشيرا إلى ﺃن هناك ﺃسبابا ﺃخرى، منها ﺃن بعض ملاك العقار يهدفون من رفع الإيجار فجأة لحاجتهم للمال ﺃو" تطفيش "المستأجرين، ﺃو لأنه وجد ﺃن صديقه ﺃو قريبه من الذين يملكون العقار رفع الأجرة على المستأجرين وﺃراد ﺃن يفعل مثلهم تماما"، واستطرد ليس في يدنا شيء غير ﺃن نتوجه بالنصح لأصحاب العقار الذين غالبا ما يهددونا بسحﺐ التوكيل، ويقول: "تأثرت كثيرا عندما جاءني ﺃحد المستأجرين ممن ﺃبلغناهم برفع الإيجار فقال": إنه مضطر للبقاء في هذا المنزل لأسباب عدة، قبل ﺃن تذرف عيناه بالدمع". ﺃحد ملاك العقار (رفض الإفصاح عن اسمه) ﺃشار إلى ﺃن من حقه رفع الإيجار لأنه حلاله وهو حرّ فيما يملك، مشيرا إلى ﺃن عدم استطاعة المستأجرين على الدفع ليس من اختصاصه وبإمكانهم ﺃن يبحثوا عن مسكن ﺃقل سعرا.