على الرغم من الاحتكار شبه الكامل للرجال لمحال بيع الهدايا والزهور، إلا ﺃن الأعمال والهدايا المعروضة تعكس إبداعا نسائيا خالصا، فرغم فشل الكثير من الفتيات في ا لتسو يق لمنتجا تهن وﺃعمالهن اليدوية لتظل حبيسة المعارض النسائية وصالات العرض، تمكنت فتا ة سعو د ية من إثبات مقدرتها على إدارة مشروعها الخاص عبر تأسيس معرض خاص بإنتاج الأعمال اليدوية والتحف والهدايا و تسو يقها عبر معر ض لبيع الزهور والهدايا تعرض من خلاله نماذج متعددة من الأعمال ا ليد و ية ا لتي تنتجها، ا لتي تعكس ﺃ سلو بها الخاص في العمل. فافتتحت لها معرضا خاصا ببيع الهدايا، إضافة إلى الورود الطبيعية، يقوم بإدارته عامل متخصص في تنسيق الورود، ولم تكتف بعرض منتجاتها في مكان واحد، بل قامت بتوزيعها على مجموعة من المحال لعرضها. تقول مائدة حسن مؤسسة المشروع عن بدايتها: "إنتاج الأعمال اليدوية كان كالوراثة في عائلتنا، فكانت ﺃمي تصنع السلال والحصير وتصنع التحف من كل ما يمكن الاستفادة منه، وكانت تصنع مراوح يدوية للزينة من ﺃكياس (الشيبس)، وكنا نساعدها في ذلك، وورثت ذلك منها فمنذ صغرنا ونحن نصنع التحف ونعلقها في غرفنا، وحين كا نت تر ا ها صد يقا تنا يطلبن منا عمل مثلها لهن، فأصبحنا نبتكر الأعمال اليدوية ونصنع الصناديق الخشبية المزينة وﺃكاليل الورود". ولم ينحصر عمل مائدة في بد ا يته على عر ض الأعمال في المنزل، بل كا نت تعر ضها في المدرسة على زميلاتها، ومن ثم ﺃصبحت تعرضها في المعارض الخيرية الموسمية، وكانت تلقى إقبالا كبيرا، وفي ﺃحد المعارض الخيرية اقترح عليها صاحﺐ محل لبيع الورود ﺃن يعرضها في محله بنسبة يقتطعها المحل. تقول مائدة: "كانت الطلبات التي تأتينا من محال بيع الورود كثيرة تصل إلى عشرات الطلبات في الأسبوع، ولكن النسبة التي كان صاحﺐ المحل يقتطعها من حصتنا كانت لا تكفي حتى لشراء المواد التي نحتاج إليها لصنع الأعمال، ولعدم تفرغ ﺃحد لصنع الأعمال معي اكتفيت بعرض إنتاجي في المحل بنسبة محددة مع تلقي الطلبات، وبعد ﺃن تخرجت ﺃخواتي في الجامعة ولم يجدن لهن عملا تفرغن جميعا لصنع الأعمال اليدوية، فتعاونا مع محال بيع الورود والهدايا ومحال الكوشات ومستلزمات الأفراح، وقمنا بتنسيق صالات الأفراح، لكن كل ذلك كان يتم عبر المحال التي نتعاون معها، فكانت لنا نسبة معينة نتفق مع صاحﺐ المعرض على ﺃخذها". وتضيف: "بعد نجاحنا وإثبات مقدرتنا على تزويد ا لمحا ل با لأ عما ل قر ر نا ا فتتا ح محلنا ا لخا ص، و لمعر فتنا بعد م نجا ح المشروع إذا كان نسائيا بحتا قررنا ﺃن نجعل قسما خاصا بالورود في المحل ونوظف فيه عاملا متخصصا بتنسيق الورود ويقوم بتنسيق طلبات الورود ويرسل طلبات الأعمال إلينا، فكانت غالبية ﺃعمالنا تُعرض في المحل، مع الاستمرار في تزويد المحال الأخرى بالأعمال". وحقق مشروع مائدة وﺃخواتها بعد استقلالهن بمعرضهن الخاص نجاحا مضاعفا، حيث استفدن من خبر ة عا مل تنسيق الورود في شراء المواد بأسعار رخيصة جدا تصل إلى نصف السعر، الذي كن يشترينها به؛ ما ﺃسهم في خفض ﺃسعار منتجاتهن.