لم تكن نانسي عجرم مطلقة الحركة كعادتها في ﺃحدث حفلاتها الفنية التي ﺃحيتها با لمشا ر كة مع مجمو عة من ﺃعلام الفن الروسي في ﺃول حفل عربي روسي مشترك في دبي استضافه فندق مينا السلام الذي يتمتع بإطلالة ساحرة على مياه الخليج العربي، وبدت صاحبة الميوزيك ﺃورد شديدة الاقتصاد في حركاتها على المسرح التي لم تدم سوى 60 دقيقة وهو ما برره جيجي لامارا مدير ﺃعمالها بتوجيهات طبيبها الخاص الذي حذرها من الحركة ﺃو المجهود الزائد في هذا الحفل تحديدا، مؤكدا ﺃن النجمة اللبنانية تصر على التواجد الفني الفعال من ﺃجل تأكيد جدارتها فنيا بجائزة ميوزيك ﺃورد. غنت نانسي في الحفل الذي جاء بنكهة روسية خا لصة غلبت على شقه العربي بسبﺐ شهرة الفنانين والفرق الروسية التي ساهمت في إ حيا ئه و منها فر قة موسكو سوليتش الموسيقية الشهيرة، وديما بيلان الحاصل على جائزة ﺃفضل مغن عن شبكة إم تي في الأوروبية، ويوري باشميت ﺃحد ﺃشهر عازفي آلة الفيولا "الكمان الأوسط" والملقﺐ ب "باغانيتي روسيا" ومغنية الأوبرا الفولكورية نادزهادا بابيكينان، فضلا عن عروض الباليه والرقص الروسي، وواجهت الشركة المنظمة صعوبات كبيرة في تسويق بطاقات حضوره بسبﺐ ارتفاع قيمة البطاقة الواحدة إلى نحو 5500 درهم. ساعة نانسي الوحيدة في الحفل العربي الروسي اختتمت بها فعاليات السهرة متضمنة عشر ﺃغنيات كاملة، في مشهد يستدعي مقارنة بين جيلين ﺃ حد هما كا ن يقدم ربما ﺃغنية وحيدة ﺃو اثنتين في حفلات ﺃوبرالية تمتد لساعات، لكن المغنية ا لشا بة ظهر على ﺃ د ا ئها سمات الأداء الوظيفي الذي يهدف مؤديه إلى مرور الزمن الملتزم بإحيائه على خشبة المسرح، بغض النظر عن بلوغ الجمهور حد الاستمتاع الفني من عدمه. ﺃحيت نانسي ساعة بالتمام، لكنها عانت على المسرح من مشكلات الحمل في ﺃشهره الأولى، فلم تكن نانسي الطفلة الشقية التي تستعيض بخفة ظلها وحركتها الدؤوبة على المسرح عن مقومات صوتية وفنية ﺃخرى، لذلك تلقت إشارات من مدير ﺃعمالها خلال غنائها بالنزول من ﺃعلى خشبة المسرح والتحرك باتجاه مناضد كبار الحضور وباتجاه شخصيات بعينها. فستان نانسي الطفولي القصير المحاكي للموديلات المفضلة لطالبات المدارس ﺃكسبها مزيدا من مظاهر البراءة والعفوية رغم الحمل لتطل بأحدث ﺃغانيها (بتفكر في إيه) التي لازمها فيها سوء طالع تمحور في طغيان قوة الموسيقى على صوتها، الأمر الذي جعل المتشوقين لأغاني نانسي يقتربون من المسرح من ﺃجل التمكن من سماع كلمات الأغنية بشكل واضح، في الوقت الذي اختار آخرون الانصراف مكتفين با لعر و ض ا لمو سيقية الروسية. مع الأغنية الثانية لنانسي (الدنيا حلوة) لم يتغير الوضع كثيرا وهو ما انعكس قلقا على جيجي لامارا بشكل كبير، قبل ﺃن يتدخل مع مهندسي الصوت لتلافي الأمر بدءا من ﺃغنية (إحساس جديد)، ثم (معجبة)، التي اعتادت عجرم ﺃن تعقبها في حفلاتها الغنائية بضدها الموسيقي (انت إيه)، لا سيما ﺃن الأولى تميل إلى الإيقاع السريع الصاخﺐ، فيما تنتمي الأخرى إلى الإيقاع الكلاسيكي الهادئ، لتغني تباعا: (قول تاني كده، آه ونص)، ثم (ﺃخاصمك آهو نار على نار)، قبل ﺃن تختم ب(اللي كان).