بطاقات صغيرة تستدرج الشباب إلى عالم آخر لا يقل إثارة، بدءا من المعاكسات إلى (الانتقام.! ). فبعض تلك البطاقات التي تباع في محال بيع الجوالات من دون ﺃسماء، وهو الأمر الذي دفع ببعض الشباب إلى استغلالها الاستغلال السيئ، وعلى الرغم من ﺃن هذه البطاقات ﺃصبحت خيارا للمتاجرة والمرابحة عبر الهوامير الصغار إن جاز التعبير إلا ﺃنها مجال لتنفيذ ما يجول في النفس من خفايا وﺃسرار. فأكثر محال الجوالات تبيع شرائح مسبقة الدفع من بطاقات سو ا و مو با يلي بعلم شر كة الاتصالات، التي تتلقى شكاوى ا لمو ا طنين ا لمتضر ر ين من الإزعاجات المتكررة، والشباب يحصلون على الرقم المناسﺐ من محال بيع الجوالات، وليس عليهم سوى دفع قيمة الشريحة، بالإضافة إلى رصيد المكالمات. يقول المواطن مريع الشهراني: (.......) "فوجئت برسائل تهديد وانتقام تصلني عبر جوالي من رقم، وكلما حاولت ﺃن ﺃتصل بالرقم ﺃجده مغلقا على الدوام، وراجعت الجهات المعنية فاكتشفت ﺃن الرقم غير مسجل لدى (الاتصالات السعودية)، واكتشفت بعد فترة ﺃن الجوال لزميل لي حدث بيني وبينه شجار فأراد الانتقام مني بإرسال تلك الرسائل". العقوبة على المخالفين. ويأتي هذا البيان بعد تزايد الآثار السلبية ﺃمنيا واجتماعيا واقتصاديا الذي خلفته بطاقة سوا مسبوقة الدفع في المجتمع، ولا سيما بعد استغلال ﺃسماء وهمية لاقتناء البطاقة وعدم ربط البطاقة آليا بالهوية الوطنية ﺃو إقامة العامل ﺃو تأشيرة الزائر للحج ﺃو العمرة. والشريحة مسبقة الدفع ﺃو شريحة الاتصال المدفوع هي التي تحتوي على رصيد معين من الدقائق والرسائل تخوّل صاحبها من الانتفاع بها في إجراء المكالمات وإرسال الرسائل خلال مدة معينة وبرصيد محدد من الدقائق والرسائل، ويتم شحنها كلما نفذ رصيدها من خلال بطاقات تسمى بطاقات الشحن. ويقترح علي الأحمري (.......) ﺃخذ موافقة الكفيل الخطية عند طلﺐ ﺃحد مكفوليه رقم بطاقة سوا؛ لكي يكون الكفيل مسؤولا مسؤولية كاملة عن هذا الرقم، وهو الأمر الذي سيجعل المقيم لا يتصرف في بيع رقمه ﺃو إعارته كما يشاء. واقترح ﺃحد ﺃصحاب المحال ﺃن يتولى بيع هذه البطاقات محل واحد محدد ومعروف لدى شركة الاتصالات على ﺃن يكون مزودا بأجهزة حاسﺐ آلي مرتبطة بشركة الاتصالات؛ لمراقبة ومتابعة الشرائح المباعة. ويكشف رجل ﺃعمال بخميس مشيط ل "شمس" هذا الموقف، يقول محمد الدوسري: (.......) "تلقيت رسائل تهديد عدة على جوالي من رقم مجهول المصدر، تفيد بأن المرسل يريد ﺃن يحرق منزلي، وحين مراجعة الجهات المعنية اتضح ﺃن الرقم باسم عامل باكستاني، لكن الشخص الذي يحمل الشريحة استغلها استغلالا سيئا يريد الانتقام لا ﺃكثر". ﺃما الشاب عبداﷲ منصور (.......) فأكد ﺃنه لم يسلم من إزعاجات (سوا)، وقد وصلته الكثير من رسائل مزعجة لا تخلو من التهديد وﺃحيانا التسلية وﺃحيانا الاستهزاء. لم يتوقف إزعاج مستخدمي هذه البطاقات عند حدود المعاكسات، بل تجاوز ذلك إلى إرباك الجهات الأمنية، إذ يقوم بعض المراهقين بالاتصال على إحدى الجهات الأمنية لإبلاغهم بوجود واقعة؛ مما يدفع هذه الجهة إلى استنفار جهودها وحشد طاقاتها لكي تصل إلى مكان الواقعة في ﺃسرع وقت، لكنها ما إن تصل حتى تفاجأ بأن البلاغ كان كاذباً. هذا السيناريو هو ما اعتادت عليه مراكز الهلال الأحمر في خميس مشيط، يروي لنا ﺃحد الموظفين بالمركز هذا الموقف: "ذات مرة تلقت غرفة العمليات بلاغا من مواطن ﺃجرى اتصالا من بطاقة سوا، يفيد بوقوع حادث شنيع على إحدى الطرق، وبعد تلقي البلاغ هرعت الفرقة مع المرور والدفاع المدني، وهناك فوجئ الجميع بأن كل ما ذكره المبلغ محض ﺃكاذيﺐ، وتبين لهم كذلك ﺃن إدارتي المرور والهلال الأحمر تلقتا الخبر نفسه من رقم واحد". من جا نبها، ﺃ علنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية خلال الأيام الأخيرة لعموم مستخدمي شرائح الهاتف المتنقل مسبوقة الدفع بضرورة القيام بتحديث بياناتهم وعدم اقتناء ﺃي شريحة غير محدثة، كما حذرت الهيئة كل من يقوم ببيع ﺃو شراء ﺃو استخدام تلك الشرائح بطرق غير نظامية، مؤكدة إيقاع