ﺃرسل القارئ الرائع "ﺃيمن الجوفي" على بريدي الإلكتروني رسالة وصورة كدليل قاطع على ﺃن ما يقوله ليس من نسج الخيال ولا هو دسيسة، ربما لخوفه ﺃن كل من ينتقد وزارة الصحة دون دليل مادي؛ سيشنع عنه بأن لديه ﺃقرباء يعملون في الوزارة، وبعد ﺃن عوقبوا ﺃو ﺃبعدوا عن مناصﺐ صناع القرار في الوزارة، بدﺃ يشن قريبهم حملة لتشويه السمعة، مع ﺃن عمل الوزارة لا يحتاج إلى تشويه سمعة ﺃو هكذا قالت لي الصورة التي ﺃرسلها القارئ "الجوفي". الرسالة كانت تتحدث عن مسألة تبديل المواليد، فيما الصورة تكشف لك ﺃسباب التبديل "ناهيك عن حالات الاختطاف التي حدثت بمنطقة الرياض ومنطقة الجوف وإلى الآن لم يتبين ﺃي شيء" كما يقول "الجوفي" في رسالته. ثم يمضي ليطلﺐ من الوزارة ﺃن تشكل لجنة لتقوم بزيارة مستشفى النساء والولادة بمدينة سكاكا، وهو على ثقة بأن اللجنة سترى العجﺐ، ﺃنا كذلك على ثقة بأن الجميع سيرى العجﺐ إن شاهد الصورة التي ﺃرسلت لي. "ﺃيمن الجوفي" ينهي رسالته قائلا: "تولد كل النساء في صالة واحدة لا تفرق بينهن إلا الستائر مما يسبﺐ القلق النفسي للأخريات خاصة البكر، ناهيك عن تساهل الأطباء بإعطاء النساء إبرة ﺃثناء فترة الحمل يقال إنها تسهل لهن عملية الولادة وهي كما نعلم خطيرة ولها آثار مستقبلية على الحامل والطفل". انتهت رسالة القارئ التي قرﺃتها مرتين، فيما شاهدت الصورة كثيرا، شاهدت ﺃربعة ﺃطفال في حاضنة واحدة، الأخير ينظر لسقف الغرفة بعد ﺃن مل من رؤية مؤخرة رﺃس الثالث، فيما الثالث وبسبﺐ التصاق الرابع والثاني به، لم يستطع النوم إلا على جانبه لهذا كان مجبرا ﺃن يقضي يومه وهو ينظر لمؤخرة رﺃس الثاني، الثاني كذلك محشور بين الثالث والأول ورغم ﺃنفه عليه ﺃن يشم رائحة شعر الأول الذي بدا ﺃنه يشعر بالبرد لأنه عار ولا يوجد غطاء يخفف عنه البرد لهذا قرر ﺃن يلتصق بالثاني لمنحه قليلا من الدفء إلى ﺃن تأتي اللجنة لترى فداحة ما يحدث لهم. في طرف الصورة هناك حاضنتان لا تظهران بشكل كامل، لكنهما ممتلئتان بالأطفال، ربما هم ثلاثة ربما ﺃربعة، لست متأكدا من العدد، لكني على يقين ﺃنهم مجبرون على ﺃن يرى كل منهم مؤخرة رﺃس من ﺃمامه لضيق المكان. وزارة الصحة المشغولة بمطاردة شركات التبغ، لتغرمها ﺃموالا لتعالج المدخنين، فيما الأطفال الأصحاء محشورون، ولا ﺃحد ينقذهم، ولا ﺃحد يطارد الوزارة قضائيا ليجبرها على شراء حاضنات للأطفال، بدلا من صرف الأموال على المحامين، ﺃو على ﺃقل تقدير يقنعها بأن عليها تأجيل مطاردة شركات التبغ إلى ﺃن يصبح لديها فائض مالي، تصرفه على قضية المراد منها عمل دعاية للوزارة. عندما تقودك الظروف إلى حي الخالدية، فسيراودك شعور بأنك انتقلت إلى مكان غير موجود على خريطة المنطقة الشرقية، ولا يعلم ﺃحد بوجوده غير ساكنيه، حتى ﺃن إحدى الإدارات الحكومية قالت إنها لا تعلم بوجود سكان (مواطنين) به. تجاوزته الأحياء الأخرى بأشواط في مجال التطوير والبنى التحتية، رغم موقعه الحيوي، فهو الحي الأقرب لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام (الميناء الرئيسي في الشرقية)، وهو الحي الذي يتوسط مدينتين متطو ر تين، (ا لد ما م والخبر)، إلا ﺃن كل هذه المميزات وقدم إنشائه، لم تشفع له لينتشل من واقعه وواقع سكانه المرير. وكشفت جولة "شمس" في حي الخالدية (وهو ما يسمى بحي الميناء سابقا) معاناة الساكنين من حيث انقطاع المياه المتكرر وعدم وجود صرف صحي وتسريبات للمياه بالشوارع، التي تجتمع عليها الحشرات من مسببات الأمراض وناقلاتها. وكان فارس عبداﷲ النجراني هو ﺃول من التقيناه من سكان الحي، وقال: "إن ﺃبرز ما يعانيه هو وجيرانه يتمثل في الطفح الدائم للمجاري وما تسببه من روائح كريهة وتلويث للشوارع الرملية، التي لم تمهﱠد حتى الآن؛ فتزيد الطين بلة، فلا يخلو شارع من ﺃوحال نجسة وبؤر ملوثة تتجمع بها ﺃنواع الحشرات "، وﺃضاف النجراني": لم ﺃر ﺃي سيارة رش مبيدات في الحي منذ سكنته "، كما ﺃشار إلى افتقاد الحي للإنارة، و ا نقطا ع ا لما ء بمعد ل يومين في الأسبوع وانعدام الأمان في الحي لكثافة العمالة الأجنبية، و معظمهم من مخا لفي نظام الإقامة، الذين قد لا يتو ر عو ن عن تسبيﺐ المشكلات. ويقول سعيد بن سالم إمام مسجد حي الخالدية: "نحتاج إلى النظر للحي وتلبية مطالبه من صرف صحي ونظافة عامة ونعاني ﺃشد المعاناة من تجمع سيارات النقل الثقيل (التريلات) الخاصة بالشركات، فلا تكاد تجد لك مكانا لتوقف سيارتك، خاصة من بعد صلاة المغرب، وهو توقيت رجوع العمال إلى منازلهم ومن بعد صلاة الفجر وقت خروجهم إلى ﺃعمالهم، ولك ﺃن تتخيل درجة الإزعاج التي تصيبنا من جراء هذا التجمع". فيما يقول ناصر محمد العتيبي": الحي كأنه محاصر، فبعد إغلاق الطريق الوحيد لغرض بناء كبري لا يعلم ﺃحد متى يتم الانتهاء منه، لا يوجد للحي منافذ ﺃخرى للوصول إلى ﺃعمالنا ومدارس ﺃطفالنا في الوقت المناسﺐ، فليس هناك سوى منفذ واحد تزاحمنا فيه سيارات النقل في الصباح الباكر، وللعلم فإنه لا يوجد لدينا مستوصف صحي ولا مدرسة ﺃولاد ولا بنات". وﺃضاف العتيبي: "تجمع العمالة الوافدة ﺃمام منازلنا يكاد ﺃن يصيبنا بالجنون فليس من الممكن السكوت على مثل هذه التصرفات، فهم لا يلتزمون حتى بأبسط الآداب الاجتماعية العامة حتى في لباسهم". ﺃما مسفر ﺃحمد العمري وهو من ﺃقدم سكان الحي، فقال: "قمنا بالاتصال بالبلدية ﺃكثر من مرة؛ للنظر في مشكلة ا لصر ف ا لصحي التي ﺃضرت ﺃهالي الحي صحيا، كما لا يوجد عمال نظافة في الحي وتلاحظ بعد صلاة العشاء من كل يوم وصلاة الجمعة من كل ﺃسبوع مخلفات ونفايات وﺃوساخا تترك بعد السوق ا لذ ي تقيمه ا لعما لة الوافدة في مثل هذه الأوقات؛ ما يجعل الذي ينظر إلى تلك الأكوام من الأوساخ ملما بمقدار المعاناة التي نعانيها". في حين قال رفيع ثاني الشمري: "تقدمنا لإدارة المرور بالمنطقة الشرقية بطلﺐ فتح طر يق بعد إغلاق الطريق الرئيس وحفر الطرق الفرعية المؤدية إلى الحي والبلدية؛ للنظر في مشكلة الصرف الصحي والحشرات والطرق الداخلية والعمالة الموجودة، وكان الرد ﺃنهم لا يعلمون بوجود سكان مواطنين في هذا الحي"، وهذا حسﺐ قوله "عذر ﺃقبح من ذنﺐ".