بعد يومين من عمليات البحث المضنية، عثرت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني على جثة الطفلة المفقودة التي جرفتها السيول مساء الثلاثاء الماضي، مطمورة في ﺃحد الأودية. وكانت إدارة الدفاع المدني بالمحافظة ﺃُبلغت صباح ﺃمس بفقدان طفلة تبلغ من العمر ﺃربع سنوات في قرية الجامعية (100 كم شمال عفيف) ﺃثناء اجتياح السيول للشعاب والأودية. وبذلت فرق الإنقاذ جهودا مضنية بمعية ذوي الطفلة للعثور عليها. وشهدت محافظة عفيف خلال اليومين الماضيين انهمار ﺃمطار غزيرة؛ تسببت في احتجاز وعزل عدد من القرى. تجولت طائرة الإخلاء العمودية التابعة لمديرية الدفاع المدني على قرى وﺃودية وشعاب المحافظة بقطر نحو 80 كم، فيما جرى مسح جوي لكافة المنطقة ورصد المناطق المتضررة، حيث باشر طيران الدفاع المدني وفرق الإنقاذ والبحث الأرضية عمليات الإنقاذ إثر هطول الأمطار التي تراوحت بين الغزيرة والمتوسطة على الدوادمي وعفيف وتمير وسدير، لعدد من الحالات ومنها حالات احتجزت فيها سيارات مواطنين داخل المياه وداخل الوحل الطيني. وكان المجلس البلدي بمحافظة عفيف طالﺐ في اجتماع طارئ ﺃمس، الجهات المختصة بوزارة الشؤون البلدية والقروية بتزويد بلدية المحافظة بالمعدات والآليات اللازمة لمواجهة الظروف التي تعيشها المحافظة نتيجة الأمطار والسيول حاليا، وخصص المجلس رقما هاتفيا لتلقي البلاغات بشكل مستمر () 7220628، في حين تبرعت الجمعية الخيرية بعفيف لمتضرري السيول والأمطار ب800 ﺃلف ريال، وبدﺃ فرع المالية في إيواء عدد من المتضررين في شقق مفروشة وﺃعلن توزيع خيام وبطانيات. وقال الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض النقيﺐ عبداﷲ القفاري، إن مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض ساندت المحافظات والمراكز التي شهدت هطول ﺃمطار غزيرة "وذلك بالقوى البشرية والآليات ومعدات الإنقاذ" مشيرا إلى ﺃن "رفض مجموعة من المواطنين الاستماع لتوجيهات رجال الإنقاذ بسرعة مغادرة ﺃماكنهم بعد ازدياد معدل هطول الأمطار، بحجة عدم رغبتهم في ترك مركباتهم ﺃو مواشيهم؛ تسبﺐ في تأخير ﺃعمال رجال الإنقاذ وتعريض حياتهم للخطر". وﺃكد القفاري ﺃن رجال الإنقاذ "عانوا صعوبة في إقناعهم بضرورة مغادرة تلك المواقع، وعندما رفضوا اضطر رجال الإنقاذ إلى إخراجهم مع مواشيهم ومركباتهم وﺃدى ذلك إلى التأخر في تلبية العديد من النداءات".وعبر القفاري عن ﺃسف الدفاع المدني "لمثل هذه التصرفات التي قد تكلف هؤلاء الأشخاص حياتهم وتعيق عمل رجال الدفاع المدني". وشوهدت طائرة للدفاع المدني في المحافظة تمشط المنطقة بحثا عن الطفلة المفقودة، وتم إيقاف الدراسة في كافة مدارس وقرى عفيف لصعوبة الوصول إليها، وتم إنقاذ عشرة من رجال الأمن والدفاع المدني علقوا في السيول ﺃثناء محاولتهم تقديم العون للسكان، فيما جرى إنقاذ 15 شخصا آخرين احتجزوا في بطون الأودية ومواقع مختلفة، وتضررت عشرات السيارات والمحالّ التجارية لارتفاع منسوب المياه. وكانت المديرية العامة للدفاع المدني حذرت المواطنين والمقيمين ﺃمس من الاقتراب من مجاري الأودية والشعاب وتجمعات المياه عند خروجهم للتنزه. ونبهت المديرية في بيان لها إلى ﺃن الأجواء "لا تزال مهيأة لنزول الأمطار على بعض المناطق" مهيبة بالجميع "ﺃخذ الحيطة والحذر حفاظا على سلامتهم". وفي قرية الهدانية شرق عفيف ﺃنقذ مواطن عائلة بواسطة حراثة زراعية بعد ﺃن علقت سيارات فرق الإنقاذ في السيول، وكانت العائلة تقيم في خيام قرب ماشيتها وعندما دهمتهم السيول ﺃبلغ رب الأسرة ﺃحد ﺃقاربه فجر ﺃمس الذي ﺃبلغ بدوره الدفاع المدني. إلى ذلك، تمكنت الجهات الأمنية وفرق الإنقاذ من إنقاذ المحتجزين على طريق المردمة وطريق ظلم من بينهم مصابون كانوا يستقلون سيارة إسعاف، إضافة إلى سائق دينا تعرضت للانقلاب. كما تقرر كسر طريق (عفيف - الطائف) لتصريف المياه عن ﺃم سرحة وفك محاصرته والوقوف من خلال لجنة تعد لهذا الغرض على كل القرى المحاصرة، إضافة إلى تشكيل لجنة إغاثة من المحافظة والمالية والدفاع المدني وكذا فرق ميدانية من الزراعة والكهرباء والطرق تتواجد في مقر الدفاع المدني لمباشرة الحالات الطارئة.