عندما تسيطر علينا بعض الأوهام والاعتقادات نبدﺃ في تطبيقها على كل من نراه، ومن هنا تبدﺃ المشكلة التي تعمل بخفاء داخل مجتمعنا! شئنا ﺃم ﺃبينا، هناك ما يمكن ﺃن نسميه حاجزا بين بعض الفئات الشبابية، التي تسير وفق الموضى وتسعى للظهور بمظهر الغرب، والفئة الملتزمة، التي يطلق البعض عليها(المتدينين). ولناالحق في ﺃن نتساءل: من وضع هذا الحاجز؟ ولمصلحة من يكون هذا الحاجز بين الشباب، بل حتى بين ﺃفراد الأسرة في منزلها؟ .. هل الإسلام بعدله وسماحته ﺃمرنا بهذا؟ هل هذا ﺃمر شرعي بألا ﺃتعامل مع ﺃخي المسلم إن كان مقصرا في جانﺐ من جوانﺐ شخصيته؟ .. وعلى النقيض: لماذا يصبغ ﺃبناء المجتمع كلمة (المطوع) بصبغة المتزمت ﺃحيانا ﺃو المتشدد في ﺃحايين ﺃخرى؟ فتعاملاتنا مع بعضنا البعض يجﺐ ﺃن تسودها مشاعر الحﺐ والاحترام المتبادل. "شمس" سعت إلى فتح هذا الملف الشائك؛ لمواجهة المشكلة؛ حتى نصل إلى حل. في البداية استهل الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي المشرف العام على الدعوة في ﺃوروبا الغربية حديثه بالقول: "إن الأمر بالمعروف ليس محصو ر ا على فئة د و ن ﺃخرى؛ فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في مسلم، الذي رواه ﺃبو سعيد الخدري رضي اﷲ عنه قال": من رﺃى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك ﺃضعف الإيمان "؛ فالأمر هنا لكل الناس ولم يحدد النبي صلى اﷲ عليه وسلم فئة دون فئة، كما ﺃن نظرة الناس للمطوع إن صح التعبير نظرة ملائكية ﺃحيانا، بمعنى لا يتقبل الخطأ منه، وهو في ﺃصله بشر مجبو ل على ا لخطأ والزلة، ومجتمع النبي كان فيه من وقع في الزنا، ومن غل في المعركة، ومن سرق، خُلقه يعتبر تشويها للدين وتبغيضا لمن حوله فيه "، معتبرا ﺃن سلاحه (الجوهري) في الدعوة إلى اﷲ هو حسن الخلق. وﺃضاف": للأسف نجد البعض ممن يقع عليهم ذلك العﺐء نسوا ذلك وﺃساؤوا إلى فكر التدين، وشوهوا صورته في وجه الشباب، ناسين ﺃو متناسين ﺃننا في عصر يبحث فيه الشباب والفتيات عن المرح والمتعة المباحة.. عصر يجﺐ ﺃن تقتنع فيه ﺃن التزام الجميع بالمستوى نفسه ﺃمر ﺃكثر من مستحيل! ! وبالتالي يجﺐ ﺃن نقتنع فيه بمبدﺃ التعايش و(القبول) بالطرف الآخر، دون ﺃي ﺃحقاد ﺃو ضغائن.. يحزنني كثيرا ﺃمر ذلك المتدين ﺃو الذي يدعي ﺃنه متدين وهو يعيش منعزلا عن بيئته، منشقا عن كل شاب (حليق) اللحية، ويعتبره فاسقا تجﺐ مجانبته! فضلا عن نظرات الحقد والضغينة، وربما الكلمات الاستفزازية التي يرميك بها إذا مر ﺃسلوب يجﺐ ﺃن يتحلى به ﺃي شخص متدين، وقبل ذلك كله علينا ﺃن ننشغل بعيوبنا وذنوبنا ونعمل على إصلاحها قبل ﺃن نحاول إصلاح الآخرين". ا لشا ب نبيل ا لمشفي (مؤذن مسجد) ﺃظهر حماسه الكبيرلهذاالموضوع، معتبرا ﺃن القصد من هذا التصنيف وغيره كثير تفكيك الروابط بين ﺃفراد المجتمع المسلم، ويرى المشفي في الترويج له إحداث فجوة كبيرة في حلقة وحدة المسلمين، وﺃضاف: "نظرة المجتمع إلى المنتمين لهذا التصنيف في عهد سابق كانت إيجابية إلى حد ما ويسودها الاحترام والتقدير، لكنها تراجعت في الوقت الجاري إلى حد كبير، وﺃصبحت على نقيضين، فإما ﺃن تكون نظرة ملائكية تزن بميزان السيئة بعشرة ﺃمثالها إلى 700 ضعف، وإما ﺃن تكون نظرة رجعية لا تؤمن بمعايير الرقي والتمدن، وهذه النظرة غير المتزنة جعلت التمسك بشعيرة اللحية ﺃمرا غير مستساغ عند البعض؛ لأنها في اعتبارهم مدخلا للولوج تحت هذا التصنيف، وبالتالي سريان تلك النظرة عليهم، وفي نظري ﺃن النظرة الأولى بحاجة إلى توجيه ديني؛ فعمومية الدين وشمولية ﺃحكامه على الجميع تفند حصر الدين في شعيرة، يعني عدم التمسك بها من قبل ﺃفراد وإعفاؤهم من تطبيق بعض الأحكام الأخرى وتخفيف حدة ارتكابهم للأخطاء، وﺃما النظرة الثانية فمنطلقها هو فهم خاطئ لأحكام الدين، إضافة إلى إطلاق العموميات والحكم على مجموعة بتصرف سيئ يبدر من شخص ينتمي إليها، وﺃعتقد ﺃنها بحاجة إلى تقويم فكري يقرّ بمسؤولية كل فرد عن تصرفاته التي تصدر عنه مسؤولية كاملة. و با ختصا ر نحن قا بعو ن تحت قيود تفرضها علينا ثقافة المجتمع التي ﺃسهم الإعلام في تشكيلها بشكل كبير في هذا الوقت بالذات، وتغيير هذه الثقافة بشكل ﺃو بآخر هو السبيل لكسر هذه القيود".