شعاع فخر في ﺃعين تتأمل () والدها عبر شاشة التلفاز وقد آل به الحال إماما للمصلين في الحرم المكي، الشريف ﺃولئك هم ﺃبناء الشيخ عادل بن سالم الكلباني إمام الحرم، المكي وشقيقه الذين استقبلوني مشكورين في منزله. بالرياض. بمجرد دخولي المجلس ﺃدركت مدى تواضع وزهد هذا الرجل الذي يصدح صوته في ﺃرجاء بيت اﷲ الحرام بآيات من الذكر الحكيم لصلاة تراويح اليوم الذي زرتهم فيه، كان مجلسا عاديا غير مبالغ، فيه وما هذا التواضع الذي لمسته إلا بداية لحكاية عن رجل انتقل من إمامة المسلمين في جامع الملك خالد بالرياض إلى إمامتهم في بيت اﷲ الحرام بمكةالمكرمة. "ﺃنا الأقرب إليه من بين إخوتي؛ نظرا إلى الفارق السني الضئيل بيني، وبينه لذلك دائما ما نجتمع معا ﺃنا، وهو فزملائي زملاء، له إضافة إ لى ﺃ ن ا هتما ما تنا مشتر كة. با لنسبة إ لي ﺃرى في ﺃخي عادل مثالا وقدوة ﺃقتدي بها؛ نظير ما يملكه من كم هائل من، العلم وحفظ للقرآن" الكريم. كان ذلك حديث شقيقه (عا مر بن سا لم) الكلباني، عنه كان حديثا عفويا يصدر من قلﺐ ﺃخ يتحدث عن ﺃخيه، بشفافية ليواصل عامر حديثه متأملا ﺃخاه عبر: الشاشة "العائلة كلها تقدره، وتجله وهو ﺃكثر إخوتي حرصا على، العائلة كما ﺃنه يمتلك ميزة تقربه إلى قلﺐ من يقابله للمرة، الأولى فهو صاحﺐ، طرفة وهذا ما لا يعرفه عنه" الآخرون. لم تكن تلك ا لمعلو مة الأخ رى () الجديدة عن ال ش ي، خ ف ه و كذلك بحسﺐ قول ﺃخيه عامر صاحﺐ شخصية معتدلة وس ط ي، ة وهذا يتضح من خلال مجالسته لغير، المتدينين ومحادثتهم بلطف وتواضع يدلان على طيﺐ نفس هذا الإم، ام ودماثة خلقه. كان منشغلا بوجودي قدر انشغاله بالاستماع إلى، والده ومشاهدته على الهواء مباشرة عبر شاشة، التلفاز ه ذا هو () عبداﷲ ابن فضيلة، الشيخ ﺃو () خليفته كما يصفه، والده بحسﺐ قول عمه () عامر، وﺃنا ﺃسأله عن شعوره الآن كنت على علم مسبق، بالإجابة فكما يقال (رب منظر ﺃبلغ من) مقال، وما المنظر الماثل ﺃمامي، الآن إلا منظر ولد يقف اليوم على () قمة، الفخر ووالده إ ما م للمسلمين في مكة. يقول عبداﷲ بلغة طفولية تملؤها: البراءة "سأصبح كأبي إماما في ال ح رم" المكي، خلافا لتلك، الأمنية كشف لي عبداﷲ عن معلومة جديدة ﺃخرى عن والده الشيخ وﺃنا ﺃصل من حديثه إلى نتيجة مفادها لم يحدث ﺃن استخدم الشيخ الكلباني لغة العنف في توجيه ﺃبنائه، فما من لغة يتعامل بها غير لغة، اللين (والرحمة، حتى ابنه الصغير) ﺃحمد لم يرض ﺃن يدعني هكذا دون ﺃن يقول: لي "سأخلف والدي بالإمامة إن شاء" اﷲ. ﺃما زملاؤه فثمة () حكاية ﺃخرى، لديهم فها هو الشيخ ياسر الدوسري إمام جامع الدخيل بالرياض يتحدث عن الشيخ الكلباني: قائلا "إنه مدرسة في الأخلاق وقد نهلت، منها إذ لم يبخل عليّ في تصحيح ﺃخطائي، وتصويبها وبخاصة في تجويد القرآن وﺃحكام ال وق ف، والابتداء لقد ﺃسعدني خبر انضمامه إلى ﺃئمة الحرم المكي، الشريف وهو ﺃهل "لذلك. ﺃما الشيخ ﺃحمد بن علي العجمي فقد استذكر الشيخ الكلباني بالخير وهو يذكر ﺃخلاقه الحميدة، وتواضعه مستذ كر ا مو قفا له مع فضيلته إذ: يقول "زرته في مسجده بالرياض وقدمني للصلاة (وهو في مقام) ﺃستاذي؛ وهذا مما يدل على، تواضعه واحترامه، للآخرين نفع اﷲ به دينه وﺃمته ووطنه وثبّته وبارك" فيه. لم ﺃتفاجأ بتواضع هذا ال رج ل؛ لما لاحظته في مجلسه البعيد كل البعد عن بهرج الدنيا، وزينتها ولا شك ﺃن هذا نابع من قلﺐ رجل يعد () مدرسة في الأخ لاق كما ذكر، زملاؤه وكما ﺃكد ذلك الشيخ سعد الغامدي (القارئ) المعروف، الذي: قال "الشيخ الكلباني يتمتع بخصا ل حميد ة وﺃخلاق عالية قلّ ﺃن تجدها عند ﺃحد في هذه الأيام؛ . لذلك. كان الحرم المكي مكا نا (طبيعيا) لو جو د شيخ جليل كالكلباني"، وهذا ما ﺃكده الشيخ ناصر العبيد إمام جامع () المطوع بحي ال ق دس بالرياض الذي: قال "الحرم المكي مكا ن طبيعي للشيخ عادل" الكلباني. ﺃما عن آخر لقاء بينه وبين الشيخ الكلباني يقول: العبيد "التقيت به قبل رمضان بيوم ﺃو، يومين وقد دارت بيننا وبين مجموعة من القراء في مدينة الرياض ﺃحاديث، ودية كان الشيخ يدلي بآرائه ال ن ي، رة ا لتي نتجت م ن خبر ته الطويلة في الإمامة؛ لذلك كنا نستمع إلى آرائه وﺃطروحاته بتمعن" شديد. وعن استقباله خبر صدور القرار بتعيين الشيخ عادل إماما للحرم يقول الشيخ ا لعبيد: "تلقيت ا لخبر ببالغ، السعادة ولكن لدي رسالة موجهة إليه ﺃقول فيها (لا تتغير علينا يا") شيخ. قالها الشيخ العبيد ضاحكا لأودعه والابتسامة لم تفارقني. هنا تو قفت عن ر حلة البحث في حياة هذا الشيخ مدركا (من تلك) الابتسامة ﺃ ن للطيبين حضو ر هم الطيﺐ (رغم) غيابهم.