يحرص ﺃهالي الأحساء في حفاظهم على الموروثات الشعبية، الجميلة حرصا شديدا يحفزهم عليه شهر، رمضان المرتبط بالكثير من العادات المتوارثة. وﺃهم مظهر يتجلى مع الليلة الأولى، للشهر هو مظهر المنادي، بالسحور ويسمى هناك ب(ﺃبو) طبيلة نسبة إلى الطبلة التي يستخدمها وهي آلة موسيقية إيقاعية قديمة تصنع محليا من الفخار ﺃو المعدن على شكل إناء، ضيق ويشد على فوهته جلد حيواني ذو اشتراطات، معينة ويضرب عليها ﺃبو طبيلة كل، ليلة بطرقات خفيفة تتسلل إلى مسامع، النائمين وتنبههم إلى حلول موعد السحور قبل الفجر بنحو ساعة. ويتقمص دور ﺃبو طبيلة عدد من شبان، الأحساء يعملون ما في وسعهم لإبقاء هذه العادة، قائمة وسط ارتياح من الأهالي الذين يأملون عدم انقطاعها. ويجوب العاملون بهذه، العادة ﺃحياء، المدينة يطرقون بخفة على طبولهم ويرددون عبارات متعارف عليها منها "إصحى يا نايم واذكر ربك" الدايم، وفي الصباح عندما يلتقي المنادون بالمواطنين فإنهم يحصلون منهم على مبالغ نقدية ﺃو مكافآت، عينية نظير عملهم الليلي وتذكيرهم بموعد، السحور ويرد المنادون بعد تلقي الأجر بعبارات معروفة ﺃيضا منها "اﷲ يسلم الحجي عساه يحج" ويلبي ويصحبون ذلك بدعوات مختلفة لمن قدم لهم، الأجر رغم ﺃنه لا ﺃحد ملزما بتقديم هذه المبالغ. وفي النصف الأخير من رمضان تتضاعف ﺃجور ومكافآت ﺃبو، طبيلة خصوصا مع اقتراب العشر الأواخر، وحلولها حيث يحرص الكثيرون على تقديم ﺃجور رمزية للمنادي كل بحسﺐ، قدرته كدلالة تقدير وتعاطف. وفي