أطلق البنك الأهلي أمس نتائج مؤشر التفاؤل بالأعمال للربع الأول من العام الجاري ضمن التقارير ربع السنوية لمؤشر البنك الأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في المملكة، وجاء معدل التفاؤل أقل نسبيا لبعض القطاعات خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنظيره من العام السابق. وربط التقرير بين تراجع التفاؤل واستمرار حالة عدم التيقن الذي أصبح سائدا في الأسواق، حيث أصيب الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ به عام 2011 بعوامل سلبية متتالية بدايتها كان تسونامي المدمر باليابان، وتبعها أحداث الربيع العربي، والخلافات حول توجهات السياسة المالية في أمريكا وأوروبا في الوقت الذي اشتدت فيه حدة مشاكل الديون السيادية في أوروبا. وتوقع التقرير أن يشهد نمو الاقتصاد العالمي المزيد من التباطؤ في عام 2012، عاكسا تأثير العوامل الوارد ذكرها أعلاه وغيرها من العوامل السالبة، وأبرزها السياسات التقشفية في العديد من الدول المتقدمة، وتقييد الائتمان في بعض الاقتصادات النامية والناشئة الرئيسية. وكشف مؤشر التفاؤل بالأعمال أن تفاؤل قطاع النفط والغاز السعودي تراجع للربع الأول لعام 2012، وبلغت القراءة للمؤشر المركب للقطاع ككل 40 نقطة، منخفضا بمقدار 23 عن قراءة الربع الرابع لعام 2011. وأشار المسح إلى أنه لا يزال توفر العمالة الماهرة يشكل أهم مصدر قلق لنسبة 30 % من منشآت الأعمال السعودية، في حين توقع 16 % من المشاركين أن الحصول على التمويل قد يؤثر على أداء الأعمال في الربع الأول من عام 2012. وتخوف 8 % من منشآت الأعمال من العوامل التضخمية في المدى القصير، وأبدى 60 % من الشركات عزمهم على الاستثمار في توسيع أعمالهم في الربع الأول من عام 2012، مقارنة ب51 % في الربع السابق. وفيما يخص مستوى أسعار البيع، توقع 45 % من المشاركين في استطلاع المؤشر أن تشهد الأسعار المزيد من الارتفاع، في حين توقع 50 % من المشاركين أن تبقى الأسعار دون تغيير خلال الربع الأول من عام 2012. وتوقع 5 % فقط من المشاركين أن تهبط الأسعار في الربع الأول من عام 2012 الأمر الذي يعكس احتمال المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية على أسعار النفط الخام، وبلغ مؤشر تفاؤل الأعمال لأسعار البيع مستوى 40 نقطة للربع الأول من عام 2012، مقارنة بمستوى 60 نقطة في ربع العام السابق. وبالنسبة إلى توقعات صافي الأرباح لرواد الصناعة هبط مؤشر تفاؤل الأعمال لهذا المكون من مستوى 58 نقطة في ربع العام السابق إلى 33 نقطة خلال الربع الحالي. أما مؤشر تفاؤل الأعمال لعدد المستخدمين، فانخفض إلى 45 نقطة للربع الأول من عام 2012 من مستوى 75 نقطة في الربع الرابع من عام 2011، الأمر الذي يعكس أيضا التراجع العام في التوقعات. وقال المدير العام لدان برادستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة على نتائج المسح مانجيت شابرا، إن الشركات السعودية ظلت متفائلة جدا حول آفاق وتوقعات الأعمال لبداية عام 2012؛ إلا أنه لوحظ هبوط في مستويات التفاؤل خلال العام الجديد مقارنة بربع العام السابق. وأشار إلى تراجع مؤشر التفاؤل بالأعمال لقطاع النفط والغاز من 63 إلى 40 نقطة، وأرجع ذلك إلى أن المشاركين في المسح يتوقعون أن تبقى أوضاع الأعمال دون تغيير في إشارة إلى تخفيض السعودية إنتاجها النفطي الذي سبق أن رفعته من قبل لتعويض النقص الناتج في الإنتاج الليبي. وأوضح شابرا أنه في القطاعات الاستثمارية الأخرى بخلاف قطاع النفط والغاز انخفض مؤشر التفاؤل قليلا بمعدل ست نقاط هامشية، وأبدى قطاع الصناعة مستويات تفاؤل أقوى منه في ربع العام السابق، وقال «ورغم الاعتدال في مستويات المؤشر المركب، غير أن آفاق وتوقعات كل القطاعات الأخرى تبقى قويه لعام 2012». وفي تعليقه على نتائج المسح أوضح نائب أول الرئيس كبير والاقتصاديين بالبنك الأهلي التجاري الدكتور سعيد الشيخ، انخفاض حال التفاؤل للقطاعات بالسوق السعودية بالمخاوف من تبعات أزمة الديون السيادية للدول الأوروبية على آفاق النمو الاقتصادي العالمي، ولذلك اتجهت ثقة الأعمال السعودي إلى التراجع في الربع الأول من عام 2012 مقارنة مع الربع الرابع للعام 2011. وقال إنه على الرغم من تدني ثقة الأعمال للربع الأول من عام 2012 مقارنة مع الربع السابق، تحسن مؤشر التوسع في الأعمال للربع الأول من هذا العام مقارنة بالربع الرابع من عام 2011. وأشار إلى أن نسبة 60 % من الشركات العاملة في القطاع غير النفطي أبدوا استعدادهم للاستثمار في توسعة أعمالهم لهذا الربع ليرتفع من نسبة 51 % للربع الرابع من العام الماضي. المعروف أن مؤشر دان وبرادستريت لتفاؤل الأعمال على نطاق واسع مقياس رئيسي لنبض مجتمع الأعمال، ويستخدم معيارا أساسيا موثوقا لدى المستثمرين وصناع السياسات وغيرهم من المراقبين على الصعيد الاقتصادي على نطاق العالم .