- قد يتحدث البعض عن خسارة الأهلي، وقد يتحدث آخر عن فوز الاتفاق، ولكن هنا سأتحدث عن الحدثين؛ لأنهما يستحقان ذلك، وقبل أن أتحدث يجب أن نشكر الفريقين على تقديم «أبرز» مباريات الموسم الرياضي حتى الآن، فالفريقان قدما مباراة مثيرة من الصافرة إلى الصافرة، بدأها الاتفاق بالصغير سنا وحجما والكبير عطاء، حمد الحمد، ليعود الأهلي بواسطة قائده الحقيقي، الحوسني، وبعدها كان الجميع ينتظر هدف التقدم للأهلي، وهذا الواقع فرضه سيطرتهم على مجريات اللقاء وسط مقاومة عالية من لاعبي الاتفاق، حتى يشاء الله أن يقع المدافع جفين في الفخ وتخذله سرعة عكاش في الاستحواذ على الكرة ويحصل الاتفاق على ركلة جزاء قادتهم للنهائي للمرة الثانية خلال العقد الحالي ليواجهوا الهلال مرة أخرى. - منذ بداية اللقاء والأهلي يهاجم، لكن خذلته المبالغة التي جعلته يدفع الثمن غاليا عند الدقيقة 20، فالواضح أن هجومه كان يفتقد التركيز ودفاعه افتقد التنظيم، بينما من يتابع الاتفاق مع المدرب الكرواتي برانكو يرى فريقا منظما دفاعيا وهجوميا ويلعب بتوازن كبير، فبعد نهاية الشوط الأول توقعت أن يدرك الأهلي التعادل وإن لم ينظم دفاعه قبل أن يركز هجومه فإنه سيخسر، وهذا ما انتهى عليه اللقاء. - فوز الاتفاق مستحق وقاس في الوقت نفسه، قسوته ليست في أحقية الأهلي بالفوز كونه تسيد الشوط الثاني بأكمله فقط، ولكن؛ لأنها أبكت المدرب جاروليم الذي لم يتوقع أن تأتي خسارته بخطأ قاتل، فهو نجح في قراءة خصمه جيدا وغامر بالإبقاء على كامل الموسى المصاب، لكن كل ذلك لم يشفع له أمام فريق من الممكن أن يسجل في أي لحظة؛ بسبب التوازن التكتيكي. - نعلم أن مباريات الكؤوس لا تعرف سوى الانتصار، وانتصار الاتفاق جاء فوق كل الظروف، الأرض والجمهور والضغط، فهو استحقه بلا مجاملة كما أن الأهلي يستحق، فالنهاية كانت عادلة في كل شيء إلا الخسارة، فلا يوجد من يستحقها.