تابعت لعنة الدور الأول ملاحقتها للمنتخب المغربي لكرة القدم بعد أن لازمته للمرة الثالثة على التوالي خروجه خالي الوفاض ومن المباراة الثانية ضمن النسخة ال28 لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في الجابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل. ودقت «فهود» الجابون المسمار الأخير في «نعش أسود الأطلس» عندما هزمتهم 3-2 الجمعة الماضية وأخرجتهم خاليي الوفاض بعدما كانت حرمتهم من التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا عندما تغلبت عليهم ذهابا وإيابا. وهي المرة الأولى في المشاركات ال14 لأسود الأطلس في العرس القاري، التي يفشلون فيها في تخطي الدور الأول في ثلاث نسخ متتالية، علما بأنهم غابوا عن النسخة الأخيرة في أنجولا، وبالتالي فإن الإخفاق هذه المرة يعتبر ذريعا وقد يدفع ثمنه المدرب البلجيكي أريك جيريتس الذي لم تتوقف الأصوات عن المطالبة بإقالته؛ بسبب اختياراته التكتيكية في المباراتين أمام الجابون وتونس، الذي أعلن مسؤوليته الكاملة عن الإخفاق. يذكر أنها المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الأول بعد أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012، علما بأن أفضل نتائجه في العرس القاري إحرازه اللقب عام 1976 والوصافة عام 2004 والمركز الثالث عام 1980 والرابع عامي 1986 و1988، وربع النهائي عام 1998. علق المغاربة آمالا كبيرة على جيلهم الحالي لوضع حد لنكسة كرة القدم المغربية منذ خسارتها نهائي نسخة 2004 في تونس أمام البلد المضيف، بيد أن الأسود لم تكن عند حسن ظن شعبها وجماهيرها المتعطشة إلى التألق على الساحتين القارية والعالمية على غرار جيليها الذهبيين: الأول بقيادة أحمد فراس وبابا والشريف وتوج بلقب 1976 وهو الوحيد للمنتخب المغربي حتى الآن، والثاني بقيادة بادو الزاكي ومحمد التيمومي وعزيز بودربالة الذين جعلوا من أسود الأطلس أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني من كأس العالم «1986» والمركز الرابع في أمم إفريقيا مرتين متتاليتين «1986 و1988». ومنذ عام 2004 والإنجاز التاريخي بقيادة المدرب المحلي، تناوب على الإدارة الفنية للمنتخب المغربي العديد من المدربين المحليين «محمد فاخر وحسن مومن وعبدالغني الناصري والحسين عموتة وجمال السلامي» والأجانب «الفرنسيون فيليب تروسييه وروجيه لومير وهنري ميشال» دون أن ينجح أي منهم في تحقيق آمال وتطلعات المغاربة، حيث فشل المنتخب في تخطي الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية عامي 2006 في مصر و2008 في غانا، وفي حجز بطاقته إلى نهائيات كأس العالم لعامي 2006 في ألمانيا و2012 في جنوب إفريقيا. وبدا وكأن المغرب وجد ضالته في جيريتس خصوصا بعد قيادته إلى الفوز الكبير على الجزائر برباعية نظيفة في التصفيات، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث؛ لأن الإخفاق لازم المدرب البلجيكي أيضا وإن اختلف الأمر هذه المرة على اعتبار أن أسود الأطلس قدموا مباراتين جيدتين في العرس القاري خصوصا أمام تونس بيد أنهم تعرضوا للخسارة.