استحوذ البرنامج التليفزيوني «المغاني» الذي يبث عبر قناة شاعر المليون على متابعة جمهور الشعر والشعراء والمهتمين بالشعر؛ حيث قدم البرنامج خلال حلقاته الأسبوعية التي تزامن بثها مع انطلاق مسابقة شاعر المليون فقرة تحليل نفسي ترصد حركات وسكنات كل شاعر مشارك في حلقات مسابقة شاعر المليون، حيث يستضيف البرنامج إخصائية الطب النفسي الدكتورة ناديا بوهناد التي تستعرض في كل حلقة من حلقات المسابقة ردود فعل الشعراء المشاركين عن الصفات النفسية والسلوكية للشعراء. وكانت الحلقة الثالثة من البرنامج التي حملت عنوان «جغرافيا الشعر».. قد بدأت بفقرة الدكتورة ناديا بوهناد عن الصفات النفسية والسلوكية للشعراء الثمانية الذين شاركوا في الحلقة الثالثة من «شاعر المليون» والتي تم بثها ليل الثلاثاء الماضي، وقارنت بين نتائج الاختبارات التي خضع لها الشعراء قبل اعتلائهم منصة المسرح، وبين حضورهم أثناء إلقائهم قصائدهم. وأكدت الدكتورة ناديا أنها أثناء تحليلها شخصيات الشعراء لا تركز عادة على السلبيات، إنما تحاول إظهار الإيجابيات، وإن أرادت التحدث عن السلبيات فإنها لا تفعل ذلك بقسوة خشية التأثير سلبا على نفسيات الشعراء كي لا تتأثر، وأشارت إلى أن بعض الشعراء لم يكونوا دقيقين في إجاباتهم، الأمر الذي أثر على نتائجهم النهائية، فبدوا في الواقع غير ما كانوا عليه على الورق، لكنها لاحظت أن أداء الشعراء يتحسن من حلقة إلى أخرى، وأن بعضهم يختارون القصيدة التي تناسبهم، ويشعرون بأنها الأقرب إليهم، بغض النظر عن الجمهور. وكانت حلقة البرنامج قد شهدت أخذا وردا بين مقدم الحلقة الإعلامي عارف عمر ورعد بندر المشرف الثقافي في أكاديمية الشعر، والشاعر عبدالرحمن الشمري، وخلف السلطاني مؤسس موقع شظايا أدبية ومدير وكالة أنباء الشعر، والدكتورة ميثا الهاملي؛ حيث رأى رعد بندر أن الهدف الأساسي والاستراتيجي للمسابقة منذ انطلاقها هو صناعة المبدع، وفي ظل هذا الهدف كان القلق يترسخ عند الشاعر في كتابة القصيدة، وفي تفاعل الجمهور مع ما كتب، وفي تفاعل اللجنة أيضا مع النص الذي أنجزه، لكن في الدورة الحالية أصبح لدى الشاعر قلق رابع يتعلق بنفسيته وبحركة جسده على المسرح أثناء إلقاء قصيدته، ولهذا وضع الشاعر في داخله رقيبا داخليا على حركاته وعلى انفعالاته وعلى تعابير وجهه، والتي حرص على أن تتكامل كلها مع النص، الأمر الذي أثر على بعض الشعراء، حيث لم يختاروا القصيدة المناسبة التي عليهم إلقاؤها، إنما اختاروا أضعف ما كتبوا، وبرأي بندر أن تداخل الآراء فرض أثره على الشعراء، ومع ذلك فإن أمهر ناقد للشاعر هو ذات الشاعر. من جهتها أشارت الدكتورة ميثا الهاملي إلى أن الشعراء في كل حلقة كانوا أكثر تركيزا على ذواتهم، وبالغوا في مراقبة حركاتهم، الأمر الذي دفع بعضهم للظهور على غير حقيقتهم. أما الشاعر السعودي عبدالرحمن الشمري فاعتبر أن لكل حلقة من حلقات المسابقة عدة محاور من بينها محور الشعر الذي قدمه الشعراء وكان في جله جميلا، والمحور الإنساني الذي يربط بين الشعراء وأعضاء لجنة التحكيم، وهنا انتقد الشمري لجوء بعض أعضاء لجنة التحكيم إلى تسفيه نص ضعيف لشاعر، وفي ذلك تجريح كبير لذات الشاعر، وقسوة كبيرة عليه، واستهجن أن بعض الشعراء لا يردون على ذلك، متسائلا هل ثمن ما يمنع الشاعر من الرد على من قسا عليه أو سفه قصيدته. فيما طالب خلف السلطاني إدارة «شاعر المليون» بتقنين المسابقة أكثر، حيث لاحظ أن اللجنة مرة تراعي قافية ومرة أخرى لا تفعل، ومرة تقبل مفردة ومرة أخرى ترفضها، ولهذا لابد من توجيه الشعراء من خلال ورشة عمل مثلا قبل خوضهم المسابقة ليتعرفوا على ما هو مقبول وما هو مرفوض. من جهة أخرى كشفت تصويتات جمهور مسابقة شاعر المليون عن تأهل الشاعرين عبدالله بن مرهب البقمي، وعلي الأكلبي من الحلقة الثانية من مسابقة شاعر المليون، بينما أعلنت لجنة التحكيم تأهل الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري، والشاعرة العمانية أصيلة المعمري، إلى المرحلة الثانية، وذلك مساء أول من، أمس، في ختام الحلقة الثالثة من شاعر المليون التي أقيمت على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.