نظمت دارة الملك عبدالعزيز في جامعة الإسكندرية أمس، ورشة العمل الثانية عن المصادر الكلاسيكية والجزيرة العربية، بمشاركة نخبة من الباحثين والباحثات من المملكة وعدد من المتخصصين من الدول العربية. وقال الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، إن ورشة العمل تتكامل مع مجهودات الدارة لخدمة وإبراز أهمية المصدر التقليدي بعد أن قدمت الدارة للساحة البحثية إصدارات عدة عن هذا النوع من المصادر النادرة، مبينا أنها تقوم بمشروع علمي منذ ثلاثة أعوام بشأن تتبع مسارات طرق الحج في الجزيرة العربية، خاصة أن المصدر التاريخي الكلاسيكي لا يمكن حصره وبالتالي يحتاج إلى مزيد من العمل العلمي المستمر. وأضاف أن الجزيرة العربية أحد الأماكن القديمة التي انطلقت منها حضارة بشرية كان لها فضل مع غيرها في صناعة الأفكار الأولى والمبادئ الحياتية للإنسان، مبينا أن الاهتمام بها هو اهتمام بالمصادر التاريخية الحديثة التالية لها. وأكد السماري حرص الدارة بتوجيه ومتابعة واهتمام من وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الدارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز على شمل جميع أنواع المصادر التاريخية بالدراسة والاهتمام وحفز الأفكار البحثية عنها بالمشروعات العلمية والإصدارات المعنية ومنها المصادر الكلاسيكية التي تفرعت منها المصادر التاريخية الأخرى. وأشار إلى أن ورشه العمل وما سبقها ستكون مقدمة لمشروع علمي كبير للدارة يهتم بالمصادر التاريخية الكلاسيكية من حيث حصرها والكتابة عنها وإيفاد الفرق العلمية وإعادة تأهيل المخرجات العلمية للدراسات والبحوث المعنية. من جانب آخر قال نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور ناصر الجهيمي، إن الهدف من الورشة استكمال بناء استراتيجية العمل لمشروع «المصادر الكلاسيكية والجزيرة العربية» الذي أطلقته الدارة العام الماضي لحصر المصادر الكلاسيكية «الإغريقية والرومانية» المدونة والنقوش والرسوم الصخرية وتوثيقها وترجمتها من لغاتها الأم إلى اللغة العربية، وإنشاء بيبلوجرافيا للأعلام والأماكن الواردة فيها، وإعداد قائمة بالمصادر والمراجع ثم تهيئتها للباحثين والباحثات في تاريخ الجزيرة العربية من خلال نشرها لنصها الأصلي ونص الترجمة في سلسلة تحت اسم المشروع. يذكر أن دارة الملك عبدالعزيز نظمت الورشة الأولى للمشروع بمقرها بالرياض في ذوالقعدة الماضي بمشاركة من الأكاديميين المتخصصين وطلاب الدراسات العليا في عدد من الجامعات السعودية والباحثين والباحثات، وخلصت إلى ضرورة سبر التجارب العربية والدولية في هذا الجانب واستثمار نتائجها في خدمة مشروع المصادر الكلاسيكية والجزيرة العربية الذي يعد أحدث مشروع علمي تنفذه الدارة في الوقت الحالي وحددت لإنجازه فترة زمنية مدتها ثلاثة أعوام.