عندما قرأت قصيدة للشاعر عبدالله بن باتل توقفت كثيرا عند أحد أبياتها والذي يقول فيه: بعض العرب ما ينعطى وجه بالحيل *** وإليا عطيته وجه صار إلك علة.. وهنا الشاعر يخبرنا أن نضع الرجال في منازلهم.. فهناك أشخاص نقدرهم أكثر مما يجب.. وعندما تدور الدوائر تجدهم يطالبون بأمور ليست من حقوقهم، لأنهم اعتبروها حقا مكتسبا لهم!! ولكن ولأننا أعطيناهم أكبر من حجهم.. أي أعطيناهم «وجه» أصبحوا «علة» وأحد الأشياء المزعجة.. ولعلي سأضرب لكم بعض الأمثلة لكي أقرب الصورة.. فمثلا عضو شرف يدخل للنادي، مواظب على الحضور، يدخل غرفة ملابس اللاعبين في النادي، ثم في مرحلة متقدمة يذهب مع رئيس النادي في المنصة أصول «الرزة» وبعدها يصل إلى أن ينزل معه لغرفة الملابس.. ويبدأ بالدخول في غرفة الملابس بين الشوطين وقبل المباراة وبعد المباراة.. وبعد أن يصدر قرار من إدارة النادي بمنع الدخول لغرفة الملابس تجده يزبد ويرعد ويغضب ويقاطع النادي ويبدأ بنشر الأخبار وتسريبها والنميمة مستغلا الصورة الذهنية للناس بأنه قريب من إدارة النادي، وحقيقة الأمر عند من يعرف بواطن الأمور أنه تم إكرامه وتقديره ولكنه في الحقيقة ما ينعطى وجه! والآخر تجده يدخل النادي من ضمن منظومة عمل سواء فنية أو إدارية، والظروف تجعله نظرا للمجاملة لشخصه في الواجهة، ولكن وفجأة تلاحظ أنه يغضب إن لم يخبروه بالتعاقدات أو بالتعيينات مع أنه في الأصل لا علاقة له بذلك!! فقط ولأنهم أعطوه وجها، زمجر وغضب متوهما أن هذا أحد حقوقه الأدبية في النادي، وليته يغضب ويسكت بل إن الأمر يتطور فتجده يظهر في وسائل الإعلام متباكيا مضخما نفسه وحجم دوره، وأنه أبو التضحيات، وكل ذلك يجد دعما إعلاميا من أصدقائه والذين كان يسرب لهم الأخبار لهم مثله مثل خوينا عضو الشرف.. وكم من القصص والحكايات في جميع الأندية من يتم تكبيره وإعطاؤه مقاما أكبر من حجمه وعند الملمات تجده أول من يقلب الطاولة عليك.. ولهذا ليت مسؤولي الأندية يبحثون عمن يتحمل المسؤولية.. ولنا في أحاديث حمزة إدريس وعدم إفشاء أسرار ناديه وأيضا صمت عامر السلهام والقريني وعادل البطي حتى الآن دروس مستفادة.. فليتهم يحذرون من اللي ما ينعطون وجه.