أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف، أهمية الدور المأمول من مؤسسات التعليم وخاصة التعليم العالي في إضافة وتضمين المناهج الدراسية لمفردات تحث على النزاهة وتؤكد على عدم المساس بالمال العام. وأوضح خلال زيارته التي قام بها يرافقه وفد من الهيئة إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أمس، أن ريادة جامعة الإمام في مختلف العلوم، إضافة إلى تميزها وتخصصها في العلوم الشرعية يلقي عليها مسؤولية مضاعفة يمكن أن تقوم بها من خلال الأساتذة والعلماء المنتمين لها لتدعيم مبدأ النزاهة والتحذير من الفساد الإداري والمالي، مضيفا أن الهيئة تتطلع لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الجامعة في الأنشطة التي تتعلق باختصاص الهيئة وذلك للاستفادة من إمكاناتها العلمية والبشرية في هذا الجانب. وشرح الشريف لمدير ومسؤولي الجامعة وعدد من عمداء الكليات والعمادات المساندة، الآلية التي تنتهجها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، في استقبال البلاغات التي تردها من المواطنين والمقيمين على حد سواء، وآلية متابعة المشاريع، وتحري أوجه الفساد فيها، من خلال المفتشين الذين ترسلهم الهيئة للوقوف على المشاريع المبلغ عنها، وما اتخذته من إجراءات، لكي يصبح المواطن شريكا مع الهيئة في مراقبة المشاريع، التي تنفذها أجهزة الدولة، وأثر ذلك في الحد من تنامي الفساد. كما تطرق إلى الحملة الإعلامية التوعوية التي تقوم بها الهيئة خلال هذه الفترة، لبث الوعي لدى المواطن والمقيم، ليكونوا فاعلين في مكافحة الفساد. وثمن دعوة مسؤولي الجامعة له وللقائمين على الهيئة لزيارة الجامعة وبحث أوجه التعاون الممكنة بين الجهتين، مبديا سروره من جانبه، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل، أن الجامعة ستكون عونا للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وستسخر كافة طاقاتها العلمية والبشرية لخدمة أهداف الهيئة المتمثلة في تعزيز مبادئ النزاهة في أوساط المجتمع ومكافحة الفساد الإداري والمالي وتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، مبينا أن الجامعة لديها الكثير مما تقدمه للتعاون مع الهيئة، للوصول إلى مجتمع نزيه. وشاهد رئيس الهيئة والوفد المرافق له عرضا مرئيا عن جهود الجامعة وما تقوم به من خلال عمادة البحث العلمي، حيث قدم عميد البحث العلمي الأستاذ الدكتور فهد العسكر نبذة مفصلة عن دور الجامعة الحالي وما تسعى له في المستقبل من خلال الكراسي البحثية لاسيما كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز قيم النزاهة، مستعرضا فكرة إنشاء كراسي البحث في الجامعة والأسس التي أنشئت عليها كالحاجة المجتمعية للكرسي، وتوفر الكفاءات العلمية وكذلك التمويل المالي. وبين أن الجامعة كانت سباقة في استشعار أهمية العمل على تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد بإنشائها كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز قيم النزاهة وذلك من منطلق إحساس مسؤولي الجامعة وإقرارا منهم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤكد دائما على أهمية ترسيخ النزاهة في المجتمع ومكافحة الفساد الإداري والمالي. واستعرض العسكر دور الكرسي بوصفه ذراعا علميا تقدم من خلاله الجامعة الدراسات العلمية والبحوث المعمقة في جانب ترسيخ النزاهة ومكافحة الفساد مستفيدة من تجارب الدول التي نجحت في هذا المجال، ومن إمكانات الجامعة الذاتية ومن خلال التعاون مع المؤسسات الوطنية بما يحقق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. إلى ذلك، أكد وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الدكتور أحمد الدريويش، حرص الجامعة على الإسهام في ترسيخ مبادئ النزاهة بين طلابها وأساتذتها من خلال العديد من فعالياتها الثقافية والعلمية. وأبرم رئيس الهيئة مع مدير الجامعة في ختام الزيارة مذكرة تفاهم لتحديد سبل التعاون بين الهيئة والجامعة .