دحض بحث حديث اعتقادا علميا شائعا، بحدوث التغييرات الطفيفة في الذاكرة ووظائف المخ قبل بلوغ سن الستين. وذكر البحث المنشور في «الدورية الطبية البريطانية»، وبحسب ما أوردت «هيلث كوم»، أن التغييرات المعرفية المرتبطة بالتقدم بالعمر، وقد تكون في بعض الحالات مؤشرا للإصابة بمرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف، «قد تبدأ في عمر مبكر، في منتصف أو أواخر الأربعينيات من العمر». وقام باحثون أوروبيون بفحص قدرة الذاكرة والاستيعاب واستخدام المفردات المختلفة عند سبعة آلاف من الموظفين الحكوميين، تتراوح أعمارهم بين 45 و70 سنة على مدى عشر سنوات، ووجد الفريق تراجعا طفيفا، لكنه قابل للقياس، في الذاكرة قصيرة الأجل، والمنطق، والقدرة على ربط الأشياء، بين المشاركين خلال فترة الدراسة. ما دحضه هذا البحث، يعيد إلى الأذهان قصة حصلت في كليفلاند الأمريكية خلال يونيو الماضي، مع زوجة بشأن نسيان زوجها وشكوكها في إصابته ب«الزهايمر». الزوجة باتريشيا تشككت في أوضاع زوجها ويلسون ألفارادو، حين تاه في الطريق إلى حديقة قرب منزله، الذي يسكنه منذ 30 عاما، ثم اتصاله عليها من أحد المتاجر، يسأل عن سبب وجوده هناك. القصة أفضت إلى زيارة إلى الطبيب، اتضح خلالها أن ويلسون يعاني «تليف الكبد»، والسبب تناول أطعمة غنية بالدهون، التي اتضح أيضا أنها «قادته إلى حالات النسيان». ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ثلث الأمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة، ويقول الأطباء إنهم بدؤوا يرون المزيد من المرضى مثل ويلسون. ولعل هذا الوضع، بات يحدث بصورة مقاربة تماما في المملكة ودول خليجية وعربية أخرى، من جراء وجبات دهنية دسمة مثل «الكبسة» و«الطواجن» وغيرها، وفقا لشهادات عدد من الأطباء، وتوثيقات عدد من البرامج التليفزيونية والإذاعية. ويقول الدكتور نعيم الخوري طبيب الكبد في مستشفى كليفلاند: «هناك أعداد كبيرة من المرضى يعانون هذه المشكلة»، بينما يضيف زميله الدكتور وليام كاري: «لم نكن نعرف هذا المرض منذ 30 عاما، والآن هو أحد أكثر أمراض الكبد الأكثر شيوعا في أمريكا»، وهو يشير إلى مسؤولية المرض في التأثير على الذاكرة. بالأمس أيضا، أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة «التحقيقات السريرية» الأمريكية، أن الأطعمة الغنية بالدهون تسبب ضررا لمنطقة ما تحت المهاد في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن الجوع والعطش وإيقاعات الجسم الطبيعية بالنسبة للقوارض بشكل عام. وعلق مدير مركز ستانفورد بيرنهام لأبحاث السمنة الدكتور ستيفن آر سميث، على نتائج الدراسة بقوله: «هذه حقا من الأوراق المهمة، التي تبدأ في إظهار فكرة أننا لسنا مسيطرين بقدر ما نعتقد». وأوضح سميث: «على الباحثين أولا تحديد ما إذا كان الضرر الذي يحدث في أدمغة القوارض، سوف يحدث عند الإنسان، ذلك أن ليس كل ما يلاحظه العلماء في القوارض ينطبق على البشر، وإنما هو نقطة البداية»، وأضاف: «هذه هي البداية فقط. كنا نتحدث كثيرا عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة وقوة الإرادة، لكن هذا الأمر يختلف جذريا؛ فالنظام الغذائي يمكن فعلا أن يعيد برمجة بنية الدماغ»