يذخر الفن العالمي بإبداعات تؤكد القيم الجمالية للطبيعة والإنسان، وذلك من خلال أعمال تشكيلية من صميم البيئات الإنسانية كتعبير وتجسيد للواقع في أزهى وأرقى صوره الفنية، ولذلك خلدت كثير من اللوحات التي تحمل مضامين فنية عميقة سواء في الموضوع أو الاتجاه الفني للفنان أو قدراته الإبداعية نفسها. ومن تلك اللوحات الجميلة لوحة «أزهار الريح» للفنان جون وليام وترهاوس، الفنان الذي ولد ونشأ في العاصمة الإيطالية روما وتوفي في انجلترا في عام 1917؛ حيث قدم إلى هذا البلد مع والديه، ودرس في استديو والده، الذي كان فنانا أيضا، ثم في أكاديمية الفنون الملكية حيث تعرف على الأسس الفنية في التشكيل والرسم واكتسب أدوات ومهارات أسهمت في صقل تجربته الفنية وقدمته للعالم كأحد الفنانين الملهمين، وقد تأثر بلورانس تاديما إلى حد كبير ورسم مشاهد من الحياة في إيطاليا. لوحة «أزهار الريح» التي اشتهرت به واشتهر بها ظهرت في عام 1902 وكانت لها قيمتها الفنية المميزة؛ حيث إنها كانت ضمن مقدمة لسلسلة من اللوحات التي تعالج فكرة جديدة تتمثل في تصوير فتيات في ملابس فضفاضة وهن يجمعن الأزهار في طبيعة مفتوحة، ما يعزز الصورة الجمالية الكلية حين يلتقي الإنسان بالطبيعة، فهو اشتهر بحبه وعشقه للأزهار، وهناك العديد من الدراسات النقدية المكرسة لتحليل هذه الظاهرة اعتمادا على تفاصيل بعض لوحاته. والاتجاهات الفنية للفنان وترهاوس تميل إلى النمط التقليدي رغم نزعته الواضحة في جميع أعماله لرؤية متقدمة عن ذلك العصر، حيث يبدو القاسم المشترك في لوحاته هو النساء الجميلات، وهو في الواقع ذو اتجاه واقعي في أعماله رغم ما تتميز به لوحة «أزهار الريح» من حس رومانسي عال تدفق بخطوط وألوان جميلة وجذابة فيها من التوازن ما يعطي البصمة الفنية له. وقد ظلت أعمال الفنان جون وترهاوس تحظى بالشعبية والتفضيل دائما، وقد تخصص في تصوير مشاهد من أساطير القرون الوسطى والعالم القديم، ولكنه بقي على بصمته الفنية التي تحضر فيها الأزهار والنساء الجميلات دوما.