أن يفوز ياسر القحطاني بمركز متقدم في قائمة هدافي العقد الأخير، فهذا أمر طبيعي جدا، على اعتبار أن هذا المهاجم الفذ يفترض أن يصل لمراتب أكثر تقدما على المستوى العالمي عطفا على ما يملكه من إمكانيات فنية عالية.. والواقع يقول إن ياسر القحطاني للأسف الشديد ظلمته هذه المرحلة العشوائية غير المستقرة التي تعيشها رياضتنا السعودية بشكل عام.. ولو كتب للقحطاني الحضور في فترة أكثر استقرارا من الحالية لوصلت إليه المكتسبات والجوائز بشكل غير مسبوق.. ولاستطاع أن يحقق الرقم القياسي في تاريخ الكرة السعودية في هذا الجانب..لأنه بكل بساطة لاعب مختلف ويتفق على تميزه الكثير.. وكان بالإمكان أفضل مما كان لو أن هذا النجم عاش في بيئة رياضية مستقرة تقدر نجوميته وموهبته.. وتمنحه أبسط حقوقه وتوفر له المناخ المناسب للإبداع والتميز المطلق.. عاش ياسر أعواما صعبة وهو يلعب مع المنتخب بجانب أشباه اللاعبين وأصبح هو الضحية الدائمة لجميع الإخفاقات على الرغم من أن الجميع يتفق على أن معظم الأسماء التي تلعب بجانبه لا تستحق ارتداء الفانيلة الخضراء.. وعلى الرغم من ذلك التزم الصمت وحاول أن يتجاوز أصوات النشاز وحقق لنفسه شخصية بطولية لها حضورها القوي والفعال على الرغم من تواضع العمل الفني والإداري وهشاشته وسيطرة أشباه اللاعبين على تشكيلة المنتخب.. في السابق حقق «سامي وماجد» هذا الصيت لأن خلفهما أساطير وعمالقة صناعة اللعب الذين لا يبحثون عن هز الشباك.. أما «ياسر» فإن المرحلة التي عاشها شهدت قفزة كبيرة في التكنيك الميداني حيث أضحى صناع اللعب هم الهدافون وهم النجوم.. وأكاد أجزم لو أن هؤلاء تفرغوا لتغذية ياسر وإمداده بالكرات تماما كما فعل السابقون لأصبح ياسر النجم الأول في تاريخ الكرة السعودية.. وهو في تصوري الخاص.. لو أخذنا الفوارق الفنية في الاعتبار.. ياسر يا سادة حقق هذا الإنجاز.. على الرغم من أننا نعيش في أسوأ مراحلنا الرياضية.. وعلى الرغم من أن الهلال قدم الفكر الاستثماري على الفكر الفني.. ولو أنه كان في زمن مضى.. زمن فيه كانت تتجلى المواهب ويتم تهيئة كل الظروف لها لرأيتم ياسر متقدما على الجميع..آه بس يا القهر!