بالرغم من أن المواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر أصبحت الوسيلة الحديثة التي لا يتردد الكثير من الفنانين في اللجوء إليها للتواصل مع الجماهير، حيث تتزايد حسابات شخصية خاصة لأشهر وأبرز الأسماء الفنية المحلية، للتواصل مع جماهيرهم بشكل سريع ومباشر ودون الحاجة إلى وسيلة إعلامية ناقلة لأخبار الفنان إلى الجماهير أو آراء الجماهير إلى الفنان، إلا أن هناك فنانين يتعاملون مع هذه التقنيات الحديثة بدهاء، فمثلما هناك فنانون تشبع منهم جماهيرهم لكثرة تواصلهم وتواجدهم اليومي، إلا أن هنالك عددا من الفنانين لا يزالون يتعاملون مع التقنيات الحديثة بذكاء بالإطلالة بين فترة وفترة لكي لا يحرق ورقة الاشتياق التي بينه وبينه الجماهير، منهم فنان العرب محمد عبده قد يرى البعض أن لعامل السن أو لقلة خبرته في التعامل مع مواقع التواصل دورا في عدم دخوله إليها ولكن الصحيح أنه يرغب في أن يكون تواصله عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لأنه يرى أنها الخيار الأنسب للوصول إلى الرأي العام. خالد تعامل بذكاء في حين أن النجم الجماهيري خالد عبدالرحمن بالرغم من أنه كان من أوائل المطربين الذين أنشؤوا حسابا رسميا من خلال الفيس بوك، إلا أنه تعامل معها بذكاء حيث أوكل مهمة التواصل مع الجماهير إلى مدير أعماله شقيقه بندر عبدالرحمن، لينقل أخباره الفنية أو الخاصة إلى جمهوره دون أن يكثف من التواصل لكيلا يتشبع جمهوره من تواصله، حيث يفضل أن يتواصل معهم بين فترة وأخرى لإلقاء السلام عليهم والترحيب بهم، في حين يفضل أن يضع بينه وبين هذه التقنية مسافة لكيلا يتسبب التواصل الدائم في أمور قد تحرجه، ويبدو أن ملك الفن يرغب في أن تكون أخباره الفنية المهمة في وسائل تحظى بالتأثير والمتابعة كوسائل الإعلام المقروءة والمرئية لتصل إلى الرأي العام وقد لاقت أخبار خالد الفنية التي تطرح من خلال وسائل الإعلام كالصحافة والبرامج الفنية التليفزيونية والإذاعية أصداء وردود فعل كونها وصلت إلى الكثير وليس إلى محبيه فقط. وهو ما أكده بندر عبدالرحمن مدير أعمال الفنان خالد عبدالرحمن أن الهدف من وراء إنشاء صفحة بالفيس بوك تزويد الجماهير بأمور فنية عن خالد كالمناسبات ولكن أعماله الفنية الجديدة وتفاصيلها يكتفي خالد بذكرها من خلال وسائل الإعلام. رابح اعتمد على الفيس بوك وعلى النقيض تماما يرى متابعون أن هناك نجوما آخرين أحرقوا ورقة اشتياقهم مع جماهيرهم كالنجم الكبير رابح صقر الذي كثف من تواصله في الفترة الأخيرة مع جماهيره وكذلك راشد الفارس وفنانون آخرون أسهم تواصلهم الدائم المبالغ فيه في ألا يشتاق الجماهير إلى أخبارهم وهو ما يراه البعض أنه قد يحرق ورقة تأثيرهم الفني في وسائل الإعلام. وبالرغم من أن رابح أكد أنه يرغب في أن يتواصل مع جمهوره لمعرفة آرائهم فيما يقدم ويرغبون فيه من خلال ألبوماته وأعماله الفنية، إلا أن الملاحظ أن رابح منح جل وقته إلى تويتر، ونقل آخر أخباره الفنية من خلال حسابه إلى جمهوره، ويخشى متابعون فنيون أن يطرح رابح تفاصيل ألبومه من خلال حسابه الخاص الذي لا يتابعه سوى محبيه. وإن كان النجم عبدالمجيد عبدالله يحسب له عدم إنشاء حساب لكيلا يحرج نفسه بمطالبات جماهيره أو يشتت ذهنه كما حدث مع زملائه، فإن راشد الماجد أيضا تعامل مع تويتر بحذر، حيث قال أحد المقربين منه إنه دشن حسابه ولكنه تراجع بعد ذلك كونه شعر بأنه سيكتفي بالتواصل مع جماهيره من خلال وسائل الإعلام لكي يشتاق جمهوره إليه. وهو ما ذهبت إليه الفنانة مشاعل عبدالله التي قالت إنها لم تنشئ حسابا في تويتر أو الفيس بوك نظرا لانشغالها التام بأعمالها الفنية والخاصة، ولكنها ترى أن التواصل مع جماهيرها يكون من خلال الموقع الرسمي التابع لها أو من خلال وسائل الإعلام كونها ترغب في أن تركز على فنها دون أن تشتت ذهنها فيما قد ينعكس عليها سلبا. الخوف من الإحراج بعض من الفنانين والمتابعين الفنيين أجمعوا على أن مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من أنها وسيلة تقنية جيدة للتواصل مع الجماهير إلا أنها تعرض الشخصية للإحراج أو للتشتيت بسبب مطالبات واستفسارات الجماهير المبالغ فيها والدخول للخصوصيات وهو ما جعل بعضا من الفنانين يرفض إنشاء حسابات من خلالها .