يأتي فيلم «سرقة البرج» على وقع ما تشهده أمريكا من اضطرابات ذات طابع معيشي اقتصادي ليسأل سؤاله الأساسي: ماذا لو اكتشفنا أننا ضحية نصب أخطبوطات المال؟ لذا فهو يقدم اقتراحه البصري عن فكرة «اللص الشريف» من خلال قصة غاية في الكوميديا والمفارقات المضحكة، لأناس قرروا الانتقام واسترداد أموالهم وأموال الآخرين من السارقين عبر السرقة، فيما يحيلنا إلى فيلم جريمة كوميدي الطابع بتوقيع كبار نجوم هذا الفن. عصابة من الضحايا تدور أحداث الفيلم حول شخصية «جوش كوفاكس» وكيل أحد أفخم مباني سنترال بارك في نيويورك بعد طرده من عمله بسبب عمل ينم عن أقصى درجات التمرد، ويعيش تحت الإقامة الجبرية في المبنى «آرثر شالو» قطب وول ستريت وأحد أصحاب المبنى المتهم بالاحتيال وسرقة أكثر من ملياري دولار من المستثمرين، الذي تكون شخصيته مستوحاة من المستثمر الشهير «بيرني مادوف». وأكبر المتضررين من عملية الاحتيال هذه هم موظفو البرج الذين فقدوا تعويضاتهم بتوقيف «آرثر»، ولأن «جوش» يشعر بالمسؤولية لأنه هو من وضع كل مدخرات عمر موظفيه في عهدة «آرثر» كي يستثمرها لهم ويضاعفها من دون علمهم، فسيقرر التحرك قبل أن يتمكن «آرثر» من الفرار والنجاة بفعلته خصوصا بعد محاولة انتحار بوابة البناء على وقع الخبر. وهكذا سيخطط هو وعماله «كول - أوديسا - البواب ليستر» الذين يعرفون المبنى جيدا للانتقام منه من خلال الاتصال بسارق أزقة محترف يدعى «سلايد» ليساعدهم في استعادة المال المسروق من الشقة. وبهذا تبدأ المهمة الصعبة جدا لأن الشقة موجودة في أحد أكثر المباني المجهزة بنظام أمن وكاميرات مراقبة، إضافة إلى المراقبة التي تؤمنها عميلة ال FBI «كلير دنهام» في الطابق الأخير للبرج، التي سيبدو من سياق الفيلم أنها تتعاطف مع دوافع المجموعة. وهكذا سيمضي الفيلم بالعديد من المواقف والمفارقات المضحكة ضمن جو من الإثارة والحركة، كمشهد اضطرارهم إلى إثبات براعتهم من السرقة في مركز تجاري. أو مشهد انطلاق الرصاص عند فتح الخزنة، الذي يكشف للمجموعة أن المال مخبأ في قطع غيار سيارة «الفيراري» التي يملكها آرثر في شقته، حيث إن أجزاء السيارة مصنوعة من الذهب الخالص. وهكذا عند محاولة الهرب بالسيارة سنبحر بمشاهد من المطاردة مع العميلة «كلير» تنتهي باعتقال «جوش» ومجموعته. لكن النهاية تكون بتعاطف الفدراليين مع دوافعهم ومع ما قدموه من كشوف مالية تثبت تورطات «آرثر» ما يودعه السجن مدى الحياة، لينتهي الفيلم في حوض سباحة على سطح مبنى «آرثر» حيث يتم إخفاء السيارة، ثم يرسلون مختلف أجزاء السيارة لموظفي البرج للتعويض عن فقدان معاشاتهم التقاعدية. فيلم يحمل كل تواقيع صانعيه بدأت فكرة الفيلم عام 2005 من خلال نقاش دار بين صاحبها «أيدي مورفي» والمخرج «بريت راتنر» حيث تم عرضها على المنتج «بريان جريزر» على أن تكون مجموعة من النجوم السود، وكان المرشحون هم «كريس تاكر، كيفن هارت، ديف شابيل، تريسي مورجان، مارتن لورنس» ، بوصفهم مجموعة من الموظفين الساخطين الذين يخططون لسرقة عملاق رأس المال الأمريكي «دونالد ترامب» وبرجه، وكان عنوان الفيلم في الأصل «سرقة ترامب» وقد تم وضع السيناريو من قبل السيناريست «آدم كوبر»، ثم تم إعادة كتابة السيناريو من قبل العديد من الكتاب على مدى الأعوام الخمسة اللاحقة، حتى وصل إلى يد الكاتبين «تيد جريفين» كاتب فيلم «المحيط 11» أول أفلام السلسلة الشهيرة، و«جيف ناثانسون» كاتب سلسلة «ساعة الازدحام». من هنا جاءت الرؤية الإخراجية التي قدمها المخرج المبدع «بريت راتنر» مخرج أفلام «الرجال اكس الموقف الأخير» وسلسلة «ساعة الازدحام» و«التنين الأحمر» الجزء الثالث من سلسلة «صمت الحملان»، والعديد من المسلسلات التليفزيونية أشهرها «استراحة السجن» حيث قاربت الأجواء الإخراجية كثيرا أجواء فيلم «المحيط 11» باستلهام للمواقف والمفارقات الكوميدية يشابه ما قدم في فيلم «ساعة الازدحام». لكن بتميز واضح من خلال مشاهد الحركة، وبتحميل على أداء الممثلين وخصوصا الثنائي «بن ستيلر- أيدي مورفي» الذي يعني اجتماعهما كوميديا مضمونة، ناهيك عن الأداء الرائع لكل من «كايسي أفليك» المعروف بأدواره الجدية، و«جابوري سيديبي»صاحبة أوسكار أفضل ممثلة عام 2010 عن فيلم «قيّم». جمع الفيلم منذ نزوله في الصالات الأمريكية مبلغ 70,598,755 مليون دولار أمريكي للأسبوع الثالث على التوالي .