أقر الاتحاد السعودي لكرة القدم طاقم تحكيم محلي للقاء الهلال بالنصر المقبل.. وحتى الآن لم تتحدد هوية هذا الطاقم لكن الوسط الرياضي عموما تعود في السنوات الأخيرة أن يقود مثل هذه المباريات التنافسية الكبيرة طاقم تحكيم أجنبي يساهم في نجاح المباراة، ويبعد الضغوط عن الحكام السعوديين ويضمن منافسة عادلة بين الجميع بعيدا عن الأخطاء المعتادة في مثل هذه المباريات والتي عادة ما تصاحبها ردود أفعال قوية من كلا طرفي اللقاء... حيث يفضل الجميع الحكام الأجانب الذين لم يتم اللجوء لهم أصلا إلا لتلافي الأخطاء وردود الأفعال المصاحبة في كل لقاء.. لكن قرار اتحاد الكرة بربط قدوم الحكام الأجانب بطلب النادي المستضيف أثار أكثر من علامة استفهام نظرا لأن سلامة المباريات والمنافسات هي إحدى أهم أولويات الاتحاد السعودي للكرة.. فهو المعني بنجاح المباراة وسلامة منافساته واستمرارها بعيدا عن الأحداث المثيرة التي دائما ما تؤثر في المسابقات المحلية وتثير الإعلام ومسؤولي الناديين.. وفي مثل هذه الحالة حالة لقاء الهلال بالنصر فإنه من الطبيعي ألا يطلب النصر حكاما أجانب لقيادة المباراة وهو الذي يقبع في مؤخرة الترتيب بعيدا عن المنافسة على الصدارة.. في حين أن الهلال منافس قوي على اللقب كما هي عادته وأي خطأ سيحدث في المباراة سيكون المتضرر منه بالتأكيد الفريق المنافس على الصدارة الذي تعد نقاط المباراة ثمينة له وتعني له الكثير في مشواره نحو اللقب، ولذلك فترك أمر قدوم الحكام الأجانب لفريق النصر لا يتفق وهذا المبدأ فما ذنب الهلال مثلا أن يوضع مصيره في بحثه عن تحكيم عادل بيد النصر؟! ولماذا لا يكون لاتحاد الكرة قراره المعتمد على المصلحة العامة ومسؤوليته كاتحاد يسعى لنجاح مسابقاته ويكون هو صاحب القرار في إسناد المباراة لحكام أجانب.. فالجهة المنظمة والمسؤولة هي اتحاد الكرة.. ونجاح المسابقات مسؤوليته وليس مسؤولية الأندية، وشخصيا أعتقد أن القرار الصادر من اتحاد الكرة سابقا بترك قرار الحكام الأجانب للأندية هو في المباريات الإضافية التي قد يرى النادي حاجته لحكام أجانب فيها وليس لمباريات تنافسية قوية وجود الحكام فيها يمثل ضرورة ملحة لمصلحة الدوري نفسه، فهناك مباريات محددة يجب ألا يكون صاحب القرار فيها الأندية بقدر ما هو اتحاد الكرة، أما المباريات الأخرى فمن حق الأندية متى رأت حاجتها لذلك طلب حكام أجانب ولكن..؟! على أي حال أتمنى التوفيق للطاقم المحلي القادم وأن يوفق في قيادة المباراة لبر الأمان.