توفيت معلمتان وأصيبت 46 طالبة ومعلمة بإصابات متفاوتة نتيجة حريق ضخم التهم مدارس «براعم الوطن الأهلية» في محافظة جدة. واستمرت أعمال الإطفاء والإنقاذ ومحاولات السيطرة على الحريق قرابة ثلاث ساعات بإشراف الأمير خالد الفيصل والمدير العام للتربية والتعليم والمدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة والمدير العام للدفاع المدني بجدة ومسؤولي الدوائر الحكومية ذات الصلة. واشتعل الحريق، صباح أمس، بعد بدء اليوم الدراسي، وانتشر الهلع والذعر في صفوف الطالبات ومسؤولي المدرسة، مع ألسنة اللهب التي كانت تحاصر المكان وتتمدد بسرعة بالغة، وأغلقت كل المخارج والسلالم المؤدية إلى البوابات الخارجية. وزاد من الارتباك تجمهر أولياء الأمور وأهالي الطالبات الذين لم يتمكنوا من الدخول للمدرسة، ومروا بتجربة عصيبة جدا لحين بدء إخلاء الموجودات. وأوضحت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة أن حادث الحريق في مجمع مدارس براعم الوطن الأهلية ورد بلاغه لعمليات إدارة الدفاع المدني بجدة الساعة 12:57 مساء من إحدى العاملات بالمدرسة الواقعة في حي الصفا وسط جدة. وذكر نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالرحمن الغامدي أن الحادث عبارة عن حريق في مجمع براعم الوطن الأهلية للبنات «روضة- تمهيدي- ابتدائي- متوسط» والمكون من ثلاثة أدوار وعلى مساحة تقريبية 2500 مترمربع. لافتا إلى أنه عند ورود البلاغ لغرفة العمليات تم تحريك خمس فرق إطفاء وأربع فرق إنقاذ وفرقتين سلالم وفرقة «سنوركل» وسيارة الرغاوي وثلاث فرق إسعاف وصهاريج مياه و«مواتير» شفط الدخان وسيارة الوسائد الهوائية والمعدات المساندة اللازمة للموقع. وبين النقيب الغامدي أنه اتضح أن الحريق في بدروم المدرسة الذي يحتوي على غرفة تدبير منزلي وصالتين رياضيتين وثلاثة معامل لغات وأربعة مواقع ألعاب أطفال ما تسبب في كثافة دخان شديدة جدا بداخل أروقة المدرسة من الممرات الرئيسية والفصول والمكاتب الإدارية. وقال نائب الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة «على الفور جرى إخماد الحريق وإخلاء المدرسة وإنقاذ المحتجزات وسحب الأدخنة والأبخرة المتصاعدة من الحريق وتم عمل منطقة فرز طبي في الموقع لعمل الإسعافات الأولية اللازمة وعلاج الحالات البسيطة في الموقع ونقل الحالات التي تستدعي إلى المستشفيات القريبة بواسطة إسعافات الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي والشؤون الصحية بمحافظة جدة». وأفاد النقيب الغامدي بأنه شارك في الحادث طائرتان من طيران الأمن وطائرتان من الإسعاف الطائر كما شارك في الحادث كادر طبي من الشؤون الصحية والعديد من الجهات الأمنية وشركة الكهرباء وإدارة التربية والتعليم وبلغ عدد الطالبات الذين تم إخلاؤهن 700 طالبة وعدد 110 معلمات وعدد 32 مستخدمة ونتج عن الحادث وفاتان وعدد 46 إصابة. وأكدت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة أن المعلومات غير نهائية نتيجة وجود العديد من الحالات الحرجة في العناية المركزة مخالف لبيان وزارة الصحة الذي يؤكد أنها طالبتان فقط من جراء استنشاق غاز أول أكسيد الكربون ونواتج الحرق السامة وتم فتح تحقيق موسع في الحادث لمعرفة أسبابه وملابساته. وقال فهد العتيبي «شاهد عيان»: «استماتت بعض الأمهات في محاولاتهن الوصول إلى داخل المدرسة لإخراج أطفالهن منها، في حين رفض الدفاع المدني لخطورة الوضع بالداخل. ونتجت حالات رعب هستيرية إثر مناظر المعلمات والطالبات وهن يفتحن نوافذ الفصول الدراسية في الدور الثاني والثالث في المبنى ويقفزن منها ليسقطن أرضا في محاولاتهن النجاة من الخطر الداهم، وكان ذلك هو السبب فيما حدث من وفيات وإصابات». وأكد شهود ومشاركون في عمليات الإطفاء ومعالجون ميدانيون ومسعفون أن أغلب الإصابات التي تعرضت لها المعلمات والطالبات هي كسور في الأيدي والأرجل، بالإضافة إلى حالات الاختناق. وقال مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود «إن 12 فرقة طبية ميدانية شاركت في علاج المصابات والكشف على الحالات وفرزها وإرسالها إلى المستشفيات المختصة كل بحسب الحالة». فيما تولى الدفاع المدني أعمال الإطفاء والإنقاذ والإخلاء بآليات وعدة فرق وأعداد كبيرة من الأفراد لمحاولة السيطرة على الحريق. واستخدم الدفاع المدني بفعالية الطائرات العمودية التي تولت المشاركة في أعمال إطفاء ونقل المصابات خاصة في ظل ما شهدته الشوارع المحيطة بالمدرسة والقريبة منها من تزاحم وتوقف الحركة المرورية ما ترتب عليه صعوبات بالغة في وصول سيارات الإطفاء والإسعاف للموقع وخروجها من الحي. كما شاركت جهات عدة في أعمال وجهود التعامل مع الحريق ومنها الهلال الأحمر وشركة الكهرباء والمرور والشرطة. وتعود أسباب الحريق بحسب تحقيقات الدفاع المدني المبدئية إلى تماس كهربائي في توصيلات قاعة المسرح، وبعدها امتدت النيران إلى الممرات والأدوار العليا والفصول. وقال مدير التربية والتعليم بمكة «تم تعليق الدراسة في المدرسة إلى أجل غير مسمى نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمبني». وأضاف «ننتظر تقارير الدفاع المدني لمعرفة الأسباب الدقيقة وجوانب القصور والخلل التي أدت للحريق»