ودون أية مقدمات عنون «حمووو» موضوعه في أحد المنتديات التسويقية بالعبارة التالية: «اللي يجيبلي واسطة له 30 ألف ريال»، وعند دخولك للموضوع سيكمل «حمووو» طلبه بالكلمات التالية: «السلام عليكم، كيفكم يا إخوان؟ والله أنا تعبت وما فيه واسطة، وتعرفون الأيام ذي كل شيء بالواسطة. أنا أبي ابتعاث إلى نيوزلندا ولدي قبول من إحدى الجامعات المعترف بها، واللي يجيب لي القبول له 30 ألف ريال». تلت هذا الطلب عدة ردود، تدعو ل«حمووو»، أو تشكر «الغلا» على موضوعه الرائع، أما الأخت «غرور» كانت لها المداخلة التالية: «جزاكم الله خيرا، الابتعاث شيء جميل ومفيد، ادعولي بإذن الله يجيني قبول، يبيلها واسطة قوية؛ لأني أعشق اللغة الإنجليزية». لكن في نهاية الأمر أتى أحدهم واضعا الرد التالي: «إذا ما لقيت واسطة للحين أرسلي: اسمك الثلاثي، النسبة أو المعدل والتخصص، العمر وسنة التخرج. ولأمور تتعلق بالذمة ألحق (العضو السري) بطلباته هذه العبارة» قائلا: «واللي راح أسويه لك سعي ما هو واسطة». لا أعتقد أني بحاجة لتذكيركم بمقدار الجهد الذي بذلته في التصحيح الإملائي ل«حمووو» وبقية الأعضاء، والذي لم ترض معه الكثير من الأخطاء سوى الظهور!، لكن ما مكنني ربي فيه خير. الأمر الذي دعاني إلى التساؤل إن كان «حمووو» والبقية قد مارسوا عملية البيع هذه على شهادات الصف «الثالث الابتدائي» التي حصلوا عليها. تخيلوا لو عنون «حمووو» موضوعه بدلا عن ذلك بعبارة: سأجعل زوجتي تكشف وجهها من الآن وصاعدا، أو: «أنا أرى جواز الاستماع إلى الأغاني»، «أختي قررت العمل في مكان مختلط، ما رأيكم»؟ ، أو غيرها من أمور النقاش المعتادة أو تخيلوا لو قام «حمووو» بإعداد طلب «الرشوة» الصريح في مقطع فيديو يحمل خلفية موسيقية، ترى كم معلق سيعلق قائلا: «لو تجنبت وضع الموسيقى يا أخي، جزاك الله خير»، دون أن يلتفت أحد ما إلى حجم الكبيرة التي يطلبها. لتكتشف بعد أن تأخذك خيالاتك هذه، وتعيدك أن: ما أخطأ «حمووو» ولكن الناس أخطؤوا.