دمعت عينا الحاج عبدالرحمن نادونغي من سيرلانكا وهو يقترب من الكعبة المشرفة، وبدا كما لو أن خلجات نفسه تضطرب وهو يكاد يهرول بشعور المشتاق لتقبيل البيت العتيق والحجر الأسود للمرة الأولى في حياته «لقد شرح الله صدري للإسلام قبل أربعة أعوام، وشعرت بعدها بسلام روحاني، وانشراح قلبي، ولولا مساعدة خادم الحرمين لما استطعت الحج.. إنها الحجة الأولى، وأشكر خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة لتقديم التسهيلات للحجاج والعمار والزوار». وكثير من ضيوف الرحمن على شاكلة الحاج نادونغي الذين هفت قلوبهم لرؤية البيت الحرام وتحقق حلمهم أخيرا ففاضت أنفسهم طمأنينة ترجمتها الدموع التي تساقطت تعبيرا عن السعادة والفرح الذي غمرهم وهم يحققون حلم العمر. الحاج عبدالصمد روشن، 30 عاما، من سريلانكا، وصل قبل سنوات قليلة إلى مسؤولية أحد المعابد البوذية، إلا أن الإسلام تسرب إلى قلبه، بعد اطلاعه على الدين الإسلامي بعد قراءته للقرآن، واطلاعه على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف «قبل خمسة أعوام اطلعت على الإسلام ودرسته، وبعد فترة قصيرة اكتشفت أنه الدين الصحيح، لأنه وقر في قلبي بلا مقدمات». وأوضح روشن أنه دخل الدين الإسلامي بلا تردد، مشيرا إلى الانتشار الكثيف للدين الإسلامي في العديد من المدن والقرى السيلانية. ويؤكد الحاج السيلاني عبدالواحد محمد حسين أنها الحجة الأولى له، داعيا المولى عز وجل بالقبول، وأن تكون أعماله خالصة لوجهه الكريم، مشيرا إلى أن الكلمات لا تصف حالته الشعورية، وفرحته بالوصول إلى البيت العتيق ورؤية الكعبة المشرفة بعينه المجردة، بعد أن كان يتأملها عبر شاشات التلفاز منذ سنوات. ويعمل عبدالواحد معلما في إحدى مدن سيرلانكا، وكان دائما ما يصف رحلة الحج، ويعلم الطلبة طريقة أداء النسك، ويبين للطلاب المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إلا أنه أكد أن الوصف سيكون أكثر دقة وتعبيرا صادقا بعد رؤيته للمشاعر المقدسة والكعبة المشرفة، ملبيا نداء الرحمن. أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين من الجالية التركية الحاج محمد جوشقون ويعمل أستاذا في كلية الأديان المعاصرة في جامعة مرمرة بمدينة إسطنبول، وطالب دكتوراه في التفسير أوضح أنه أدى العمرة، وسيؤدي الحجة للمرة الأولى في حياته. وأكد أن دعوة خادم الحرمين الشريفين قد حققت له رؤيته التي رآها قبل دعوته بأيام في المنام «أدائي لمناسك الحج هي رؤية صالحة تحققت بدعوة خادم الحرمين الشريفين لأكون أحد ضيوفه». ووصف شعوره وهو حاضر بين جنبات البيت العتيق بالسعادة البالغة، التي تعجز الكلمات عن احتوائها أو التعبير عنها، ورأى أن مكةالمكرمة كما ذكرها الله - عز وجل - في كتابه الكريم أنها أم القرى ومدينة تضرب في أعماق التاريخ الإنساني، كما هو المكان الذي اصطفاه الله لتضم بيته الحرام «لمكةالمكرمة مكانة رفيعة فهي مهبط الوحي، وتذكر بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وجهاده، التي منها شعاع نور الإسلام».