كان للأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، دور بارز في تشكيل قوة دفاع جوي للمملكة تهابها الأعداء. وجاءت البداية بوسائل دفاع تعتمد على رشاشات من عيار 30 بوصة ومدافع إيطالية عيار 20، وتم استخدام تلك الأسلحة المضادة للطائرات في حرب فلسطين. وبدأت مع مرور الوقت مسائل التطوير في المعدات والأسلحة، حيث اشترت المملكة أولا مدافع «هسبالوسويز» من مصر، وتمت عملية التدريب عليها في مدرسة المدفعية في الطائف. واستمرارا على العمل الدءوب لتطوير قوة الدفاع الجوي، أدخلت أنواعا جديدة من المدافع، مثل المدافع الإسبانية، والأمريكية ذاتية الحركة، وفي عام 1962 تسلم الأمير سلطان بن عبدالعزيز مهام عمله كوزير للدفاع والطيران والمفتشية العامة، لتبدأ مرحلة جديدة من التطور في مسيرة قوة الدفاع الجوي. ومن الاستراتيجيات العسكرية التي ركز عليها الأمير سلطان تطوير القوات الجوية والدفاع الجوي وجعلها قوة لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة بها معتبرا التهديد الجوي للمملكة يجب أن يأخذ الأولوية المطلقة ولا بد من حمايتها. وفصل الأمير سلطان جناح المدفعية المضادة للطائرات من مدرسة سلاح المدفعية، إلى مدينة جدة ليكون مدرسة المدفعية المضادة، وحصلت المملكة في 1963 على نوع جديد من أسلحة الدفاع وهي صواريخ من نوع «ثندريبرد». وبدأت الخطوة الثانية من العمل على تطوير القوات الجوية والدفاع الجوي في 1386ه بعد أن وقعت المملكة اتفاقية مع أمريكا لتزويدها بصواريخ «هوك»، وبهذا دخلت المملكة فعليا في مرحلة جديدة بعصر الصواريخ، ما أدى إلى استبدال مسمى المدفعية المضادة للطائرات إلى قوات «الدفاع الجوي». وأصبح الدفاع الجوي بعد هذه النقلة الكبيرة يضم منظومتين الأولى خاصة بالصواريخ ومنظومة المدفعية، وزادت القدرات الإلكترونية لهاتين المنظومتين. وفي الفترة من 1386 إلى 1394ه، تم عديد من القرارات الهامة التي كان لها دور بارز في تطوير القوى الجوية، حيث تم استحداث قيادة جديدة منفصلة عن سلاح المدفعية، وعقبها تم إنشاء مراكز لسرايا الهوك والمدفعية وانتشرت في مختلف مناطق المملكة تعمل كسرايا مستقلة. وتم عمل تطوير جديد على المدافع بإضافة طاقة كهربائية لها، قبل أن يتم تزويد الدفاع الجوي بمدافع حديثة. وفي واحدة من أبرز مراحل الخطوة الثانية تم عمل قسم تخطيط ومشاريع الدفاع الجوي، يهدف إلى تسريع تنفيذ خطط تطوير الدفاع الجوي. وكانت أولى المهام الناجحة التي قام بها القسم الجديد، تطوير معدات صواريخ الهوك إلى النموذج المطور. وتركز العمل في الخطوة الثالثة على تطوير أساليب الدفاع الجوي في مجالي السيطرة والاتصالات، حيث باتت آلية عوضا عما هي عليه سابقا، حيث كانت تدار بشكل يدوي. وبخلاف ذلك شهد العام 1400ه تعاونا في مجال التسليح مع فرنسا استمر لمدة عامين، حيث تحصلت المملكة بناء على هذا التعاون على أنواع جديدة من الصواريخ المضادة للطيران مثل «كروتال وشاهين». وبعد سلسلة من الخطوات التطويرية للدفاع الجوي، تم في 1403ه انفصال قيادة الدفاع عن القوات البرية بشكل كامل، لتكون مرتبطة بهيئة الأركان العامة. وبعدها مباشرة تم تشكيل مجموعات جديدة تحل محل السرايا السابقة. وبعد أعوام من العمل الجاد المتواصل والنجاحات البارزة، صدرت أوامر ملكية باعتبار الدفاع الجوي قوة مستقلة بذاتها تحت اسم «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي». وأضيفت في الخطوة الرابعة والأخيرة إلى منظومة الدفاع الجوي صواريخ «باتريوت» بعد أن بات هنالك تهديد جديد لقوة الدفاع يتمثل في صواريخ «أرض أرض» بخلاف صواريخ «أرض جو» وجاء تشكيلها بعد نهاية حرب تحرير الكويت. وتم إضافة صواريخ «باتريوت» إلى الصواريخ الأخرى في منظومة الدفاع الجوي مثل «هوك وسكاي جارد والشاهين والكروتال». وتم في عام 1402ه تغيير مسمى مدرسة الدفاع الجوي إلى معهد قوات الدفاع الجوي، وفي 1407ه وضع مركز تحديد قوات الدفاع الجوي بالطائف ليشكل رافدا لقوات الدفاع الجوي بالمجندين من الشباب ليصبح مركز ومدرسة الدفاع الجوي بالطائف في 1413ه.