طوى رحيل ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز واحدة من أنصع صفحات النجاح التاريخية على صعيد وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة والتي تسلم لواءها في 31 أكتوبر من عام 1962 كخامس وزير للدفاع والطيران منذ تأسيس الوزارة. وتحقق خلال مسيرة ال49 عاما لعميد وزراء دفاع العالم العديد من النجاحات للقوات المسلحة السعودية وفي ظل التوجيهات والدعم اللامحدود الذي يجده من القيادة مما ساهم في بناء نظام دفاعي مميز ومتكامل العناصر يسير بعجلة متسارعة من التطور والتقدم لمواكبة تقنيات العصر الحديث ومتطلباته. ويمثل تعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع والطيران ومفتشا عاما نقلة تاريخية في عهد الوزارة عطفا على الدور الريادي والفعال الذي قام به في توسيع نطاق القوات المسلحة بفروعها الأربعة حتى أصبحت تضاهي الدول الحديثة بعد الوصول إلى أعلى وأرقى المستويات. وتحفظ صفحات التاريخ للأمير سلطان بن عبدالعزيز دوره البارز في تعزيز القوات المسلحة بالكوادر البشرية والتقنيات العصرية في ظل حرصه الدائم على التطوير، حيث عمل على إعادة البناء عبر فتح نوافذ وآفاق جديدة من خلال توسيع الكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب الجديدة التي احتضنت أبناء الوطن وفتحت المجال أمامهم لخدمة وطنهم عبر واحدة من أهم القطاعات. ولم يقتصر دوره في هذا الجانب على النطاق الداخلي بل حرص على تأهيل الكوادر الوطنية واستفادتها من الخبرات الخارجية عبر ابتعاثها إلى الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية في الدول المتقدمة مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا. وتقف المنشآت العسكرية والمنظومات العمرانية المتكاملة من مدن وقواعد شاهدا حيا على الجهود الكبيرة التي قام بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حيث سعى طوال فترة حياته إلى تهيئة الأرضية الصلبة والمناخ المناسب للقوات المسلحة عبر إنشاء المدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية، بالإضافة إلى مراكز الدفاع الجوي ومباني مشاريع الكليات والمجمعات الطبية المجهزة بشكل كامل بالقيادات والإسكان والمرافق العامة والخدماتية من مدارس ومعاهد ومراكز صحية ومراكز تدريب عسكرية ومهنية، إلى جانب بناء مقر لوزارة الدفاع والطيران ومركز عملية الدفاع الوطني ليرفع درجة الاستعداد ويضاعف نطاق الحصانة والقدرات العسكرية للقوات المسلحة.. وأولى الراحل النواحي الصحية لمنسوبي القوات المسلحة اهتماما كبيرا من خلال إنشاء المستشفيات العسكرية الكبيرة والمتقدمة في المدن الرئيسة والمجهزة بأحدث التقنيات الطبية والوسائل العصرية؛ لضمان خدمة طبية فريدة من نوعها وسط اهتمام بالغ بالصيانة والتشغيل. وتواصلت النظرة الثاقبة للأمير سلطان بن عبدالعزيز في المجال الصحي العسكري بفتح آفاق جديدة لأبناء الوطن عبر تأهيل الكوادر الشبابية بالالتحاق بالتدريب الطبي والفني، إلى جانب إنشاء أسطول جوي للإخلاء الطبي يقوم عليه كفاءات سعودية مؤهلة بشكل احترافي عال. وامتدادا لجهوده المتواصلة لتحقيق الأهداف الوطنية تم إنشاء أكاديمية طبية في المجمع الطبي بمدينة الملك فهد العسكرية وفتحت المراكز الصحية في المعسكرات والمجمعات السكنية ومستشفيات الميدان المتقدمة. ولأن الحنكة والذكاء كانت من سمات الأمير سلطان بن عبدالعزيز فقد كان شغله الشاغل التطوير الدائم لكل ما يخدم الوطن، حيث يسعى لتحقيق أهداف مزدوجة عبر أقصر الطرق؛ لتلبية حاجة الوطن والمواطن في وقت واحد وهو ما اتضح من خلال اهتمامه بمجال الصناعة الحربية والعمل على تطويرها بتوسيع القاعدة الصناعية للمصانع الحربية؛ بدليل وجود المؤسسة العامة للصناعات الحربية في ظل انتهاجه خطا اقتصاديا متوازنا فيما يخص العلاقة مع الدول المصدرة للسلاح وأنظمة الدفاع. جوانب كثيرة لا تتسع لها مساحات واسعة من المجلدات لحصرها؛ نظرا إلى تباعد أطرافها وخلطها بين فكرة الماضي وهدف المستقبل، حيث تم في عهد تولي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لوزارة الدفاع والطيران العديد من الخطوات المتقدمة على الصعيد العسكري كان من أبرزها إعادة بناء وزارة الدفاع والطيران ورئاسة هيئة الأركان العامة إلى جانب استحداث قيادة جديدة للقوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي مع إعطائها ميزانيات مستقلة؛ لضمان استمرار تقدمها وإعطائها المرونة لتنفيذ خططها. ويحرص الأمير سلطان بن عبدالعزيز دائما على ابتكار ما من شأنه تعزيز الدفاع مثل استحداث نظام القيادة والسيطرة، ومركز الدفاع الوطني ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة ونظم المعلومات المالية والإدارية والتموين، بالإضافة إلى الاهتمام بجوانب الأشغال العسكرية وعمل إدارة للمساحة العسكرية؛ لرسم الخرائط العسكرية الجوية والبحرية إلى جانب الاهتمام بالمنضمين تحت لواء وزارة الدفاع والطيران سواء أكانوا أفرادا عاملين أو متقاعدين سبق لهم خدمة الوطن في مواقع متعددة .