عندما دخلت إيما واتسون إلى إحدى قاعات المحاضرات بجامعة أوكسفورد العريقة في اليوم الأول لفصل الخريف الدراسي وجلست في الصف الأمامي، لم يكن الطالب الذي كان يجلس بجانبها يدرك أن جارته في المحاضرة الصباحية هي الممثلة البريطانية الشهيرة. وبدت نجمة سلسلة أفلام هاري بوتر في صورة عادية لا تختلف عن بقية زملائها من القادمين الجدد في بداية مشوار الدراسة الجامعية مرتدية بنطالا من الجينز وحذاء طويلا وفي يديها بعض الكتب والمراجع. ولم يكن ذلك الطالب يدرك أن قيمة الفتاة التي تجلس بجانبه تعادل 24 مليون جنيه إسترليني وأنها نجمة عالمية فوق العادة. وقامت فتاة ال21 عاما بوضع صورة لنفسها على صفحتها بال«فيسبوك» وهي تبتسم للكاميرا مع رفع الإبهام وهي في طريقها إلى خارج المبنى الجامعي الشهير بعد انتهاء اليوم الدراسي الأول. وكانت تحمل رزمة من الكتب ملء الذراعين، وكشفت عن أنها ستكون مشغولة مع بداية العام الدراسي الجديد. وكتبت «أتمنى التوفيق لجميع الذين انطلقوا في الفصل الجامعي الجديد. قد لا تسمعون عني لفترة من الوقت؛ لأنني سأكون مشغولة حقا بالدراسة.. ولكنني أردت أن أقول مرحبا ووداعا». وكانت النجمة الشابة توقفت عن مواصلة تعليمها في جامعة براون الأمريكية في وقت سابق من هذا العام حتى تتفرغ للتمثيل، حيث شاركت في اثنين من أفلام الدراما البريطانية وفي ذهنها العودة للاستمرار في الدراسة والحصول على درجة جامعية. وهي لا تزال من المقيدين في جامعة براون رغم التحاقها هذا الخريف بجامعة أوكسفورد. واشتهرت واتسون بأداء دور هرميوني جرانجر في سلسلة أفلام هاري بوتر الأكثر توزيعا حول العالم. وعند عرض الجزء الثاني والأخير في هذه السلسلة الأسطورية بميدان طرف الأغر في العاصمة البريطانية لندن، يوليو الماضي، لم تتمالك واتسون نفسها، وسمحت للدموع بالتسلل إلى عينيها. ولم تكن وحدها التي شعرت بالحزن على فراق هذه السلسلة التي قدمتها للسينما عبر أعوام طويلة، وصنعت مجدها من خلالها، بل بدا التأثر في وجوه الجميع خاصة الممثل الشاب دانيال رادكليف براون، 20 عاما، الذي أدى دور هاري بوتر، والذي قال إن هذه اللحظة من أصعب اللحظات التي مرت عليه في حياته. وأضاف «أشعر بأنني تعلمت الكثير، وكان عندي حظ في التعامل مع أفضل الممثلين في العالم. ويمكن أن أقول إنني التحقت بأفضل مدرسة فنية يتمناها المرء». وسيتمكن محبو هاري بوتر، أحد أشهر الشخصيات الخيالية في تاريخ الأدب الذي أصبح محور السلسلة التليفزيونية التي تحمل نفس الاسم، من تحقيق حلمهم بمشاهدة ما كان يحدث في كواليس تصوير وإخراج سلسلة الأفلام بزيارة المركز السياحي الذي يمكنه استقبال خمسة آلاف زائر يوميا بالقرب من الاستديوهات التي صورت فيها الأجزاء السبعة في بلدة واتفورد التي كبر فيها الممثلون الصغار على مدى 11 عاما. وأصبحت تذاكر الدخول متوفرة على الإنترنت منذ منتصف أكتوبر الجاري. وسيرى الزائرون حجم المؤثرات الخاصة التي كانت تستخدم. وقد حقق الفيلم في أجزائه المتعددة حتى الآن، ستة مليارات و371 مليونا و400 ألف دولار، ويأمل صناعه في أن يتخطى الجزء الأخير منه المليار دولار، ليكون أول أجزاء السلسلة الذي يحقق هذا الرقم. والمعروف أن سلسلة أفلام هاري بوتر، مأخوذة عن قصة تحمل نفس الاسم، من تأليف الكاتبة البريطانية جوان كاثلين رولينج، بعد أن حققت نجاحا مذهلا في جميع أنحاء العالم، وبيعت منها 350 مليون نسخة في 200 دولة، وتمت ترجمتها إلى 65 لغة بما فيها العربية. وأخيرا أكدت المؤلفة رولينج أن روايات بوتر السبع ستكون متاحة على شبكة الإنترنت في هيئة كتب إليكترونية .