ما بين الانفتاح والاستفتاح، تشابه في اللفظ وتباعد في المضمون. الحديث عن داعية أو إمام جامع كبير، بات «وجبة دسمة»، من خلال التعاطي مع «لسان يقول أو فكر يجول». الشيخ عادل الكلباني إمام جامع المحيسن بالرياض وإمام الحرم المكي سابقا، يجيِّر الانفتاح بطريقة «إمام جامع» يشق توجهه وسط معارضة من محبيه، ومنتقديه. الشيخ الوقور يظهر في «تويتر» بمناقشاته الجادة، ويخرج على الملأ ليضع أنموذجا يجعلنا نتوقف أمامه كثيرا. إنه إمام وكاتب وشخصية «جدلية»: إمام أفتى في مسائل حساسة، وكاتب لا يعترف إلا بالخوض في أمور التجادل نقدا وشدا وجذبا. الكلباني ذو الصوت الشجي، يخرج وهو يضع في يده زمام الاعتراف.. ينتقد المشلح وفق برنامج «إضاءات» الذي التقاه أخيرا، حين وصف بعض «اللحى» بأنها مستأجرة.. وينتقد بعض طرق التعامل مع الآخرين، عندما يكون في إطار الاختلاف.. صب جام غضبه على انتحار «أصحاب الأحزمة» المتوهمين ب«صك غفران سريع إلى الجنة». انفتاح الشيخ لا ينكر، لكن فتواه الشهيرة في الغناء وأمور أخرى، قد تجعله قاب قوسين أو أدنى من «استفتاح» على انفتاح قد لا يكون حميدا في تعاطيه مع مسائل معقدة. ارتباط الكلباني بالتقنية أمر رائع، يجلب له صفا من المصفقين، لكنه قد يجعل ضده صفوفا من المنتقدين. الانفتاح بوسطية لا يضير شيخا يتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار، لكن الحكم بالتوسط أمر يحكم به متوسطون سبقوا الكلباني في العلم والحلم. الاستفتاح يجعل المرء دقيقا في الإفتاء وفي الحكم بمسألة، خصوصا أن الشيخ وفق أحاديثه، مطلع جيد وملم بأقوال مختلفة للعلماء، لكن الإجماع ضروري، بل إنه قناة أخيرة لعدد من قضايا الساعة حاليا.