أكد رئيس منظمة فور شباب والداعية المعروف الدكتور علي بن حمزة العمري أن الإعلام اليوم بات المؤثر الأول لمن أحسن استخدامه بعد أن ثبت تأثيره، وقوة نفوذه، وحاكميته المادية ولم يعد كما ينظر له قديما بأنه يعتبر السلطة الرابعة. وحدد العمري خطوات وقوانين عامة لتحقيق أهداف الإعلام الجديد، وصناعة قياداته المؤثرة، لمن أراد أن يستوعب عملية النهوض بمجتمعه، لخصها في ضرورة التعامل مع شاشة التليفزيون من قبل الدعاة كوسيلة مختلفة عن منبر الجمعة، ومسرح النكتة، فللشاشة متطلبات قد تخضع الفرد لقوانينها، كما من المهم أن تتم الدراسة المتكاملة لأي برنامج تأثيري، واستخدام جميع وسائل التأثير الوجداني والنفسي والعقلي وتطعيمها بالمادة الغنية والحيوية والمشبعة، سواء أعطيت في برامج «كبسولية» أو «حوارية» محركة للعقول، وغير مصادرة للرأي، أو على سبيل التلقين! وأوضح العمري أن الإعلام اليوم بوسائله الفاعلة المختلفة والمتطورة، يعمل وفق منظومة التأثير والإقناع الوجداني فهو يروي الحقائق ميدانيا، ويدخل في قلب الشعور الإنساني، ويعلن مطالبه مباشرة بوعي أو لا وعي على العقل والنفس! ويمكن اعتبار هذا العصر الحديث حاضنا لأفكار جديدة لدور الإعلام، تمثلت فيما يمكن أن أسميه «القيادة التليفزيونية» فالأرقام الرسمية، والإحصاءات العالمية، تؤكد سيطرة الإعلام وسطوته على وقت الناس وتفكيرهم بجميع شرائحهم، ولم يعد الأمر متجها صوب لون معين من البرامج التليفزيونية، بل تمدد إلى مناطق تأثيرية مختلفة. وضرب العمري مثلا بالحالة المصرية لفهم ظاهرة «القيادة التليفزيونية» عاقدا مقارنة بين شخصيتين بارزتين تتمثل في شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، والداعية عمرو خالد «تشير التقارير التي نشرتها الوكالات الأمريكية إلى أن معدل مشاهدة درس الشعراوي بعد صلاة الجمعة في مصر وحدها تجاوز 20 مليون مشاهد، وعن مدى هذا التأثير يقول التقرير إن تأثير الشعراوي تجاوز تأثير جماعة إسلامية بكاملها، كما أنه كان أحد عوامل حركة التدين، وموازين حيوية الإسلام في نفوس المجتمع»! ويضيف «بالمقارنة مع الداعية عمرو خالد فإن الحضور الطاغي لدروسه ومحاضراته، والتي بلغت في بعض الملاعب قرابة ال50 ألفا، إضافة إلى التأثير الهائل على الفتيات للعودة إلى الحجاب، والجهد الكبير للعمل في الميدان عبر العمل التطوعي، كل ذلك جعل من شخصيته مرصدا للحراك في مصر على جميع المستويات، والفئات والتيارات؛ ولذلك لم يعد بمكان الاستهانة بدور الإعلام المتطور، وتكوينه لصورة مغايرة في حياة الناس، بدءا من نظم حياتهم اليومية، وانتهاء بطرق حصولهم على الحرية المنضبطة». ويشير الدكتور علي العمري إلى برامج «توك شو»، وهي البرامج المباشرة والحيوية، التي تتتبع دقائق الحياة اليومية، والتي تقوم اليوم بدور مذهل، كما تربك الكثير من الجهات حين مساسها أو القرب منها، إضافة إلى برامج تعتمد نقل الحقيقة ميدانيا وخياليا، وهي المحرك الأول لتغيير الناس؛ نحو السذاجة والعبث الأخلاقي، أو إلى اتجاه مضاد من العنف والتصحر القيمي، أو إلى الرقي والنهضة والعمل الميداني. ويضيف «غير الإعلام بوسائله المتجددة والمتطورة قواعد لعبة التأثير، كما غير شروط التغيير التي ظن بعض الأفراد أنهم يحملون مؤهلاتها، ودعائم تملكها»!