ليست المرة الأولى التي تقوم بها السينما باستغلال نجاح أصابه عمل تليفزيوني أو عمل دعائي، لتحيله إلى عمل سينمائي القصد منه النجاح التجاري المضمون بحكم جودة وانتشار العمل الأصل. وضمن هذا المضمار يأتي فيلم «أنا بضيع يا وديع» الذي يقوم على فكرة استغلال الحملة الدعائية الشهيرة لقناة «ميلودي أفلام» التي جاءت تحت عنوان «أفلام عربي.. أم الأجنبي» وقام ببطولتها الثنائي «تهامي ووديع » وحصدت انتشارا شعبيا واسعا، حيث حصلت على جائزة أفضل حملة إعلانية بالشرق الأوسط لعام 2009 في مهرجان «مينا كريستال» للإبداع في المجال الإعلامي لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستمرارا للنجاح الذي لاقته حين فازت سابقا بالجائزة الكبرى في عامي 2007 و2008 على التوالي في مهرجان «لينكس» الدولي بمدينة دبي. وتدور فكرة الفيلم حول شخصية «تهامي» المنتج السينمائي و«وديع» السيناريست والذراع الأيمن له. حيث تستعرض أحداث الفيلم حياة «تهامي» الشخصية والعملية، وبذلك يطرح الفيلم في إطار السخرية بعض المشاكل التي يعاني منها الشباب، ويسلط الضوء أيضا علي بعض القضايا التي يواجهها المجتمع، وسيظهر «وديع» الذي يحل جميع المشاكل التي يقع بها «تهامي» إلى أن يقع في مشكلة كبيرة مع الضرائب، حيث اكتشفا فجأة أن الضرائب المتراكمة على شركة الإنتاج وصلت إلى 16 مليون جنيه، فيقررا إنتاج فيلم فاشل حتى يخسر، فيتهربا من الضرائب بحجة أن خسارة الفيلم ابتلعت كل ميزانية الشركة المنتجة التي يملكها تهامي. ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن فيلم سينمائي فاشل في إطار كوميدي ساخر. وكضيفة شرف تظهر النجمة «نيللي كريم» بشخصيتها الحقيقية، والمطرب «كريم أبوزيد» والمطرب الشعبي «محمود الحسيني» ضيوف شرف في الفيلم. منذ المشاهد الأولى يمكن الحكم بأن الفيلم ما هو إلا عمل تجاري بحت لم يكلف صناعه عناء العمل الاحترافي، فالمخرج «شريف عابدين» في عمله الإخراجي الثاني بعد فيلم «شعبان الفارس» الذي عمل سابقا مونتير ولفترة في مجال الإعلان والدعاية، لم يأت بأي بصمة إخراجية تمنح الفيلم أي إبداع فني، سوى الاهتمام بأناقة الصورة، وبعض مشاهد الجرافيك، بينما كانت الصدمة الكبرى في أداء الثنائي «أيمن قنديل وأمجد عابد» بعدما أثبتا نجاحهما الكبير في حملة إعلانات ميلودي، فإذا بنا أمام أداء هزيل باهت في الفيلم، وربما مرده الأساسي ضعف السيناريو والحوار المستغرب من السيناريست «محمد فضل» الذي كتب سابقا العديد من الأفلام الجيدة والناجحة مثل «ظرف طارق- أيظن – زكي شان». وبالرغم من مفاجأة شباك التذاكر المصري في موسم العيد،إلا أن الفيلم لم يجمع في عروضه ما يتجاوز ال300 ألف جنيه، وهو حكم الجمهور على أفضل طريقة طبقها أصحابها قبل أن يقدموها للآخرين في كيفية صنع فيلم فاشل.