كشف متحدث باسم إحدى دور النشر الأمريكية عن تعديل تاريخ صدور السيرة الذاتية لستيف جوبز، المبتكر الفذ الذي أعاد تشكيل صناعة الكمبيوتر والموسيقى والهاتف المحمول في العالم، وغير العادات اليومية لملايين البشر، حيث جرى تقديمه إلى 24 الجاري في أعقاب وفاة جوبز أحد مؤسسي شركة آبل عن 56 عاما في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، أمس الأول. وكان من المقرر أن يصدر الكتاب في 21 نوفمبر المقبل. وقوبل نبأ وفاة جوبز بعد صراع استمر عاما كاملا مع سرطان البنكرياس بعبارات التأبين من زعماء عالميين ومنافسين في قطاع الأعمال ومحبيه الذين أبدوا حزنهم على رحيله وأثنوا على إنجازاته الكبيرة. وقام مدير التحرير السابق لمجلة «تايم» الأمريكية وولتر إيزاكسون بكتابة سيرة جوبز الذاتية وضمنها كل الأسرار والخفايا التي كانت تحيط بهذا المبدع الذي طبقت شهرته الآفاق. وتعتبر كتب إيزاكسون هي الأكثر مبيعا على قائمة أمازون حاليا، وهو الرئيس التنفيذي الحالي لمعهد أسبن للدراسات الإنسانية بواشنطن. وأوضحت دار النشر أنها تتعجل طبعة إلكترونية خاصة لكتاب عن جوبز كوميدي. ويمكن شراء الكتاب الذي يضم 32 صفحة ويحمل عنوان «ستيف جوبز.. مؤسس آبل» على جهازي «نوك» و«كيندل»، بدءا من اليوم. ومن المقرر إصدار النسخة المطبوعة المصورة للكتاب في نهاية أكتوبر مع تخصيص جزء من أرباح الإصدارين لجمعية السرطان الأمريكية. ويعتبر جوبز من أعظم الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين من أبناء جيله، وهو من أصل سوري. وفي مسقط رأس والده مدينة حمص، التي تعيش أوضاعا صعبة نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات أمن نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه، يرى العديد من أبناء المدينة أن جوبز هو واحد منهم. وقد شهد موقع «تويتر» حركة نشطة مع الإعلان عن وفاة جوبز، وترك العديد من السوريين تعليقات على رحيله. وكتب أحدهم «الموت غيب السوري الخطأ»، بينما كتب آخر «غيب الموت جوبز بمرض السرطان وسرطان سورية بشار يستمر». ويرى البعض أن جوبز ما كان أن ينجز ما حققه لو عاش في سورية. وليس غريبا أن تحظى وفاة جوبز بردود أفعال في جميع أنحاء العالم وعلى جميع المستويات؛ لأن الرجل ببساطة غير وجه العالم الذي نعيش فيه، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية. وقد جاء التغيير الذي أحدثه جوبز على مرحلتين أساسيتين، الأولى كانت عندما أسس شركة آبل «التفاحة» عام 1976 وقدم من خلالها أول كمبيوتر شخصي هو «آي ماك» بعدما كانت شركة «آي بي إم» تنتج أجهزة كمبيوتر لاستخدامات صناعية وتجارية وبحثية. وجاءت الموجة الثانية من التغيير الذي أحدثه جوبز ابتداء من عام 2000 بعد ثلاثة أعوام من عودته إلى الشركة، بعد أن تركها في وقت سابق. وتمثلت هذه الموجة في فكرة إتاحة المعلومات والاتصال بالإنترنت في كل وقت وفي كل مكان من خلال سلسلة أجهزة «آي». وبدأت بجهاز «آي بود» للاستماع إلى الموسيقى وتحميلها وتلاه جهاز «آي فون» الذي اعتبر ثورة في الهواتف الذكية ثم جهاز «آي باد» الذي أعاد البريق لأجهزة الكمبيوترات اللوحية بعد أن ظن كثيرون أن هذا النوع فشل تجاريا بعد ظهوره للمرة الأولى خلال عامي 2002 و2003 على يد شركات أخرى.