افتتح في العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس، موسم جوائز نوبل للعام 2011 مع الإعلان عن الفائز بجائزة الطب. ثم يتوالى تقديم الجوائز طوال الأسبوع الجاري في مجال الفيزياء والكيمياء والآداب والاقتصاد. أما الجائزة الأكثر ترقبا وهي جائزة نوبل للسلام، فسيتم الإعلان عن الفائز بها في عاصمة النرويج أوسلو، الجمعة المقبل. ويحصل الفائز بجائزة نوبل على مكافأة مالية قدرها عشرة ملايين كورون «1.5 مليون دولار» وميدالية ذهبية وشهادة. وإذا حصل أكثر من شخص على الجائزة في نفس المجال، يتم تقسيم المبلغ عليهم ولا يشترط أن يقسم بالتساوي. وجرى العرف على أن تقام حفلات التسليم في العاشر من ديسمبر في ذكرى رحيل مؤسس هذه الجوائز المخترع السويدي الفريد نوبل عام 1896 في سان ريمو بإيطاليا. وباستثناء جائزة نوبل في الاقتصاد التي انضمت إلى قائمة جوائز نوبل عام 1968، فإن جميع الجوائز الأخرى كانت وقفا ممنوحا من نوبل. وأعلن معهد كارولينسكا السويدي فوز بروس بويتلر من أمريكا وجوليس هوفمان من لوكسمبورج ورالف شتاينمان من كندا بجائزة نوبل للطب لعام 2011. وأوضح المعهد أن بويتلر وهوفمان سيقتسمان نصف الجائزة بينهما لاكتشافاتهما فيما يتعلق بتنشيط المناعة الفطرية، فيما يحصل شتاينمان على النصف الثاني لاكتشافه الخلية الجذعية ودورها في تكيف جهاز المناعة. وسيكون على لجنة نوبل النرويجية التي تمنح جائزة السلام أن تختار هذا العام بين لائحة من 241 مرشحا بينها 53 مؤسسة، وهو رقم قياسي. وعقدت لجنة الجائزة المكونة من خمسة أفراد اجتماعها الأخير، الجمعة الماضي. وقال رئيس اللجنة توربيورن ياجلاند إن جائزة نوبل للسلام هذا العام ستكون «مثيرة» مثل الجائزتين اللتين منحتا للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمعارض الصيني ليو شياو بوه. وتحت قيادة رئيس وزراء النرويج السابق، على مدى العامين الأخيرين، منحت جائزة نوبل للسلام لأوباما قبل أن يمر عام على توليه السلطة وإلى الناشط الصيني المدافع عن الديمقراطية السجين، وهو ما أثار غضب بكين الشديد حتى هذا اليوم. وقال مراقبون مقربون من الجائزة وهم يشيرون إلى رغبة اللجنة في التعامل مع القضايا الكبيرة الآن وأثرها على الأحداث الراهنة إن جائزة نوبل للسلام هذا العام قد تعترف بجهود ناشطين ساعدوا في إطلاق الموجة الثورية التي اجتاحت شمال إفريقيا والشرق الأوسط فيما أصبح يعرف ب«الربيع العربي». وهناك توقعات بأن تذهب الجائزة المهمة إلى المصري وائل غنيم، بوصفه أحد الداعين إلى مظاهرات ميدان التحرير، أو مواطنته إسراء عبدالفتاح، وهي من مؤسسي حركة 6 إبريل وذلك اعترافا بدورهما في قيادة الثورة في مصر بطريقة سلمية. وهناك أيضا المحاضرة الجامعية والمدونة التونسية لينا بن مهني، التي ساهمت في التغطية الإعلامية عن الثورة التونسية على الإنترنت. ودعت صحيفة التايمز البريطانية، أمس، إلى منح جائزة نوبل للسلام لعام 2011 إلى أحد رموز «الربيع العربي». واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة إن ثمة فرصة استثنائية أمام اللجنة المختصة بمنح الجائزة لتعزيز أهداف السلام والحرية من خلال تكريم واحد من الشخصيات العظيمة والبارزة التي قادت بشجاعة الكفاح من أجل الحرية داخل العالم العربي. ورأت الصحيفة أن هؤلاء الذين هزموا حكم الفرد في تونس ومصر لا تقتصر حاجتهم على مجرد الدعم الدبلوماسي والاقتصادي من الحكومات الغربية. واختتمت قائلة إن هؤلاء الناشطين الذين أسهموا بشجاعتهم يستحقون التكريم. ومن بين المرشحين المعروفين لجائزة نوبل للسلام هذا العام هناك موقع «ويكيليكس» وصاحبه الأسترالي جوليان أسانج، والأفغانية المدافعة عن حقوق الإنسان سيما سامار، والمستشار الألماني السابق هيلموت كول والاتحاد الأوروبي. ومن بين المرشحين أيضا المنشق الكوبي أوزوالدو بايا سارديناس وجماعة «ميموريال» الروسية لحقوق الإنسان، إضافة إلى برادلي مانينج الذي سرب البرقيات السرية الأمريكية إلى ويكيليكس والطبيب الكونجولي دينيس موكويجي. أما الجائزة الثانية الأكثر ترقبا فهي نوبل للآداب، وهي بدورها ليست في منأى عن التأثر بالأوضاع السياسية الراهنة. وقد تعزز التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط حظوظ الشاعر السوري أدونيس الذي دان أخيرا القمع الدموي المستمر من جانب نظام الرئيس بشار الأسد بحق المحتجين المطالبين برحيله. ولكن من غير المستبعد أن ترفض الأكاديمية هذا العام منح الجائزة لمؤلف لديه حضور بارز في التطورات السياسية بعدما منحتها العام الماضي للبيروفي ماريو فارجاس. وسيعلن عن الفائز بالجائزة، بعد غد