تحتاج ذهنية لاعبي الكرة العرب، إلى الكثير من محاولات «تصحيح المفاهيم»؛ لإدراك المعنى الحقيقي لاحتراف الكرة كمهنة، كأي مهنة أخرى يحتاج إليها المجتمع. لا تزال الأندية والمنتخبات في أكثر من دولة عربية، تقتات مما يتاح من ظروف مواتية: موهبة صارخة، حفنة مال، وحظ جارف. أما إذا عرج الحديث صوب التنفيذ الحقيقي لاحتراف اللعبة، فهناك حالات لا نهائية «مؤكدة»، من إهمال ومزاجية و«بزوطة». هذه الثلاثية المدمرة - الإهمال والمزاجية و«البزوطة» - لا يمكن أن تحضر، إذا أصرت أي إدارة كروية على تطبيق الاحتراف كما ينبغي. وها هو نادي الشباب، الذي يتصدر فريقه الكروي الأول دوري زين حتى الآن، بدأ تنفيذ ما يرومه مدربه البلجيكي ميشيل برودوم، من خلال برنامج «الاحترافي المتكامل»، على الأقل تدريبيا. من مفهوم برودوم، الذي أصر على العمل مديرا رياضيا أربعة مواسم مع ستاندار ليج البلجيكي قبل أن يتولى شأنه مدربا، تحويل اللاعب إلى حالة «الموظف الرسمي» في نادي الشباب، وعليه أن يثبت حضوره عشر ساعات يوميا بما فيها ساعتا راحة في المعسكر الداخلي. إذا طبق اللاعبون ذلك المنهج، وطبقت الإدارة المشرفة الثواب والعقاب من ناحية الالتزام، يمكن أن تتغير عقليات اللاعبين، وينسى أكثرهم «مزاج السهر والسمر»، إلا في الإجازات الأسبوعية والطارئة، كحال أي موظف في شركة جادة جدا. ولعله بعد شهرين من الالتزام، يمكن أن يتحول بعض اللاعبين إلى «أفذاذ»، كحالة المحور الدولي خالد عزيز، الذي انتقل من الهلال إلى الشباب، وأصر على توقيع عقد احترافي يدخله في تحدٍّ مع ذاته، وفقا لما كشفه مسؤول احتراف الشباب خالد الزيد. وحدها حالة عزيز، تكفي لإثبات نجاح فكرة «الاحترافي المتكامل»، أو فشلها الذريع، وهذا ما لا تتمناه وتهدف إليه إدارة الشباب حتما.. فأي إثبات يحمله خالد عزيز في مقبل الأيام، والدوري وبقية استحقاقات الموسم لا تزال في أولها؟