تواجه السلطات الجديدة في ليبيا مقاومة شرسة من القوات الموالية للقذافي في بني وليد وسرت لكنها في المقابل تواصل مطاردة المقربين من الزعيم الليبي الفار خصوصا مع التقدم رسميا بطلب اعتقال أحد أبنائه بعد أن لجأ إلى النيجر. وفي موازاة المعارك، أصدرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» للمرة الأولى «مذكرة حمراء» بناء على طلب المجلس الوطني الانتقالي لتوقيف الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر، 11 سبتمبر الجاري، بعد أن صدر «الإنتربول» مذكرات مماثلة باعتقال معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وصهره المدير السابق لأجهزة الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بعد أن صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية. وذكر تقرير إعلامي، أمس، أن ثوار مدينة مصراتة الليبية تمكنوا من القبض على المتحدث الرسمي باسم نظام العقيد معمر القذافي، وهو متنكر في زي امرأة ترتدي الخمار. وقالت قناة «مصراتة الحرة» في تقرير إن «ثوار مصراتة تمكنوا الليلة الماضية من إلقاء القبض على بوق القذافي المدعو موسي إبراهيم في الطريق بين بوابتي ال 30 وال 50 في مدينة سرت». وأشارت إلى أن مجموعة الثوار تمكنت من إحباط محاولة موسى إبراهيم للهروب من سرت وسط أهالي المدينة الذين يفرون من هول المعارك الدائرة بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية للقذافي. وأضافت القناة أنها ستعرض صورا ولقطات تليفزيونية لموسى إبراهيم أثناء عملية القبض عليه ونقله إلى مكان آمن، حال وصولها إليها. على صعيد آخر، قررت تونس تسليم البغدادي علي المحمودي -آخر رئيس للوزراء في عهد العقيد الليبي الهارب معمر القذافي - إلى ليبيا بعد أن تلقت طلبا في هذا الشأن من «الإنتربول». وكشف مصدر قضائي، أمس، أن النيابة العمومية التونسية أصدرت الثلاثاء الماضي بطاقة إيداع بالسجن ضد المحمودي بعد أن تلقت تونس من «الإنتربول» طلبا بتسليمه إلى ليبيا لأنه محل «تتبعات جزائية» في بلاده. وأوضح أن تسليم المحمودي إلى ليبيا يستند إلى اتفاقية تعاون قضائي وقعتها تونس وليبيا عام 1961 وإلى اتفاقية الرياض المتعلقة بالإعلانات والإنابات القضائية وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين التي وقعتها الدول العربية عام 1983. إلى ذلك أعلن محامي المحمودي في تونس طارق رشيد أن موكله دخل في إضراب «جوع قاس ومفتوح» احتجاجا على قرار السلطات التونسية تسليمه إلى ليبيا. يذكر أن الأمن التونسي اعتقل المحمودي، 66 عاما، واثنين من مرافقيه، 21 سبتمبر الجاري، في بلدة تمغزة من محافظة توزر الحدودية مع الجزائر المجاورة، عندما كانوا يحاولون التسلل إلى الجزائر على متن سيارة رباعية الدفع.