لفتت الإنجازات الكبيرة التي حققها المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، قبل 70 عاما والأهمية السياسية التي كان يمثلها آنذاك، مجلة «لايف» الأمريكية التي سارعت إلى إجراء مقابلة معه تحت عنوان: ابن سعود «ملك السعودية» ملك صنع مملكة. وأبرز اللقاء الذي جرى في 31 مايو 1943، اهتمام الإعلام الغربي وخصوصا الأمريكي في ذلك الحين بالملك عبدالعزيز على وجه الخصوص وبلاده الوليدة في المنطقة، على الرغم من انشغال العالم حينئذ برحى الحرب العالمية الثانية وتداعيتها. وتصدرت صورة الملك عبدالعزيز جالسا على كرسي غلاف المجلة، مبرزة أهمية تلك الشخصية السياسية، حيث وصفته المجلة بأنه أحد أقوى الرجال في عصره، وقام بعمل عظيم لا مثيل له في تلك المرحلة الحرجة. ويعد هذا اللقاء هو أول لقاء رسمي لمطبوعة غربية مع الملك عبدالعزيز في الرياض، كما تعد المجلة مرجعا تاريخيا مهما تناولت الكثير من الجوانب الخاصة بالمملكة التي جاءت في 14 صفحة من المجلة رصدت صورا ضوئية من الحياة اليومية والأماكن التاريخية والأثرية، إلى جانب توثيق طريق الرحلة من جدة إلى الرياض، مرورا بمحطات التوقف بين المدينتين. وضمت المجلة رؤية ومشاهدات مهمة لسني نهضة المملكة، وعمليات الإصلاح التي لا تزال ماضية آنذاك. وركب رئيس تحرير المجلة وقتها نويل بوش ويرافقه مصور المجلة روبرت لاندري طائرة من القاهرة إلى جدة، ومنها إلى الرياض. ووصف الكاتب الرحلة بأنها مثيرة وتكبدوا فيها الكثير من المشاق في رحلتهما البرية، حيث تصادف وقت سقوط الأمطار وجريان الأودية. ورصد حياة الملك عبدالعزيز اليومية، وما يقوم به من أعمال لصالح شعبه، مركزا على محبة الناس له، واستقبال الملك للوفود والجموع التي تتقاطر لمجلسه كل يوم. وأظهر رئيس التحرير بوش في تقريره الصحفي الحياة السائدة في الرياض وفي أرجاء المملكة الموحدة، متطرقا لاهتمامات الملك عبدالعزيز بالأحداث العالمية ومتابعته لما تبثه الإذاعات العالمية في ذلك الوقت. كما تناول بعض الجوانب من شخصيته الإنسانية، ومساعدته للضعفاء، واهتمامه بتطوير حياة الناس، وحرصه على إدخال التقنية الحديثة لبلاده وما تحتاج إليه، والأعمال الجليلة التي قام بها في توطين أهل البادية. وأشارت المجلة إلى تصدير البترول من المملكة، بعد حصول امتياز التنقيب عن النفط لشركة «كاليفورنيا أرابيان ستاندارد أويل» التي أصبحت فيما بعد شركة «أرامكو السعودية». وكشفت المجلة في لقائها، تميز الملك عبدالعزيز بسمات وصفات شخصية مميزة، إلى جانب حسن علاقته بالناس، وحنكته السياسية وسماته البطولية، وتعامله مع شعبه والدول الأخرى، وتواضعه ومحافظته على مشاعر الآخرين، وعلى القيم العربية والإسلامية العريقة. وحفلت المجلة بعرض العديد من الصور النادرة والتاريخية للكثير من معالم المملكة، فعرضت على غلافها صورة المؤسس الملك عبدالعزيز، وفي داخل العدد صورة خاصة له مع مندوبي المجلة وهما يلبسان اللباس العربي التقليدي. وعرضت المجلة صورا للملك عبدالعزيز وأنجاله في قصر المربع، وصورا لمحافظة جدة، وأبرز معالمها التاريخية في ذلك الوقت، وجانبا من الصور التوثيقية للرحلة التي قام بها مندوبو المجلة في طريقهما من جدة إلى الرياض، وضوئيات مختلفة عن قصر المربع، وسور منطقة الرياض، وصورا لمعالم العاصمة الرياض في ذلك الوقت وأسواقها ومبانيها وأسوارها، وصورا لقصر الملك عبدالعزيز في الخرج وعيونها، وصورا من الظهران لشركة النفط الأمريكية والحقول النفطية والمحطة الإذاعية .