محاولة الاعتداء على القنصلية السعودية في عمان تكشف أن هناك حاجة إلى إعادة تعامل مع الجميع، فبعد الاعتداء على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ظهر من طالب أن تكون السفارة السعودية هي الهدف التالي، في مساواة تظهر أن بعض الأشقاء لا يفرقون بين العدو والشقيق، خاصة إذا كان هذا الشقيق مثل المملكة، بلد لم يتأخر يوما في مد يد العون، وفتح بلاده واقتصاده لمساعدة أشقائه المحتاجين. الاعتداء على القنصلية في عمان، أو الدعوات التي تختمر للانقضاض على السفارة في القاهرة جميعها تستدعي أن يعيد السعوديون النظر في الكثير من المسائل، فالكل يعلم أن هناك سفارات أجنبية في تلك الدول لا يحصل مواطنو تلك الدول منها بتأشيرات إلا بشق الأنفس، فيما البعثات الدبلوماسية السعودية تستقبل الآلاف من راغبي العمل أو الزيارة أو العمرة، وتحاول جاهدة أن تقدم أفضل خدمة، بل يتعدى نشاطها إلى متابعة الإعانات التي ترصدها المملكة لتلك الدول، وفي أحيان كثيرة يظهر حرص المملكة على تلك الشعوب أكثر من حكوماتها، ولا ينسى أحد تدريس المملكة لجميع طلاب دولة كاملة على حسابها لفترة زادت على ثلاثة أعوام في المدارس الحكومية والخاصة، ومجرد تعديد الأمثلة باب لا آخر له. ما يسوء المواطن السعودي اليوم أن المساعدات التي تذهب إلى بعض الدول العربية هي اقتطاع من المال العام يقدمه عن طيب خاطر لمساعدة شقيق، لكن إذا كان هذا الشقيق يريد أن يأخذ فقط، ويرد بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية، ثم يتطور الأمر معه لاحقا إلى الاعتداء على المواطنين السعوديين فإننا أصبحنا في واد آخر، واد سبق الشاعر العربي الجاهلي الإشارة إليه بظلم ذوي القربى، لكن في المقابل نذكر بالقول العربي «اتق شر الحليم إذا غضب»، فهو لا يغضب إلا من حدث شنيع وقبيح.