حذرت كبرى الصحف الصينية الرسمية، أمس، الدول الغربية وطالبتها بالسماح للأمم المتحدة بقيادة جهود إعادة إعمار ليبيا بعد الحرب، وقالت إن الصين ستعمل على الدفاع عن مصالحها هناك بعد الإطاحة بالزعيم الهارب معمر القذافي. وتحدثت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الحاكم في الصين صراحة عن مخاوف بكين من النفوذ الذي ربما تسعى وراءه أمريكا والقوى الأوروبية وحلف شمال الأطلسي في ليبيا بعد الحرب، وذلك في اليوم الذي التقي فيه زعماء دوليون بباريس، أمس. وأرسلت الصين ممثلا صغيرا نسبيا هو نائب وزير الخارجية تشاي جون لحضور الاجتماع مراقبا. وجاء في تقرير بالصحيفة حول ليبيا أنه باعتبار الصين عضوا دائما في مجلس الأمن، فإن لديها أسبابها الوجيهة للتأكيد على قيام الأممالمتحدة بدور رائد. وذكرت أن ما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا نفسها أظهر كيف يمكن أن تتطور الأوضاع ما لم تكن الأممالمتحدة هي الجهة الرئيسية التي تتولى قيادة الجهود الدولية في إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب. «عندما ننظر إلى تلك الحروب الثلاث المحلية منذ مستهل هذا القرن، يسهل التعرف على نمط معين.. الأممالمتحدة تنخرط بسرعة في بداية الأزمة.. لكن مع تطورالأوضاع تتصدر أمريكا وحلفاؤها الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الواجهة وتبعد باستمرار الأممالمتحدة، وأن تكرار هذا النمط قد يضر بالشعب الليبي وكذلك بمصالح الصين. كما أن التأكيد على الدور الرائد للأمم المتحدة في الشؤون الليبية هو لحماية العدالة في إعادة إعمار البلاد» مشيرة إلى استثمارات الصين في قطاعات الطاقة والاتصالات والبناء في ليبيا. «الصين مستعدة للقيام بدور فعال في إعادة إعمار ليبيا وستولي مصالحها المشروعة فيها أهمية ملائمة». وترغب شركات تعمل في هذه القطاعات في أن تضمن موطئ قدم لها في ليبيا بعد الحرب التي استمرت ستة أشهر. ووعد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بمكافأة الدول التي قامت بدور رائد في دعم الثورة ضد القذافي، وأثارت هذه النقطة مخاوف من أن تخسر الصين مصالح هناك. والصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وفي العام الماضي حصلت على 3 % من الخام المستورد من ليبيا. ولم تستخدم الصين حق النقض في مجلس الأمن، مارس الماضي، لمنع قرار يسمح بحملة القصف الجوي التي يقوم بها حلف الأطلسي لقوات القذافي، لكنها أدانت لاحقا توسيع نطاق الضربات وحثت على التوصل إلى تسوية بين حكومته والمعارضة. ومنذ ذلك الحين عملت بكين على التقرب إلى زعماء المعارضة وحثت على «انتقال مستقر للسلطة»، الأسبوع الماضي.