رغم الوقوع في «فخ التشابه والتخاطر»، إلا أن الأعمال السعودية الكوميدية، التي حضرت عبر أكثر من فضائية خلال رمضان، كانت مثار اهتمام عدد بارز من المعنيين ب«المراصد النقدية» عربيا، وقبلهم أثارت شهية نسبة غالبة من وكالات الإعلانات. ومع ذلك التنافس، الذي فرض أحيانا تشابها في بعض الأطروحات وطرق التناول، كان بعض اللصيقين بعدد من مكاتب الإنتاج الفني التابعة لكبار نجوم تلك الأعمال، يتخوفون من أن تتحول حالة الاحتقان المخفية بين بعض أولئك النجوم إلى العلن، عبر منبر إعلامي هنا أو هناك. عندما مرت 20 يوما من الشهر الفضيل دون مشاحنات تذكر، رغم خروج بعض «المداعبات اللاذعة»، تنفس المراقبون الصعداء لظنهم أن العشر الأواخر ستحتوي أي مظاهر ل«الانفجار». لكن وبكل أسف، وبعد ساعات من ليلة 27 وقبل اندماج قلوب المسلمين في ليلة ختم القرآن، فوجئ مستمعو إحدى الإذاعات، بفاصل من «الردح» بين النجمين فايز المالكي وحسن عسيري، حين كان الأخير ضيفا على أحد البرامج، واضطر الأول للمداخلة بعد سماع تعليق من شريكه القديم على أيامهما في «بيني وبينك». لم يقبل المالكي مجرد ذكر اسمه، فاشتعل رأسه «وساوس»، فاتصل منهالا بعبارات تخرج مصطلحا يعرفانه جيدا بينهما، هو «الدنفسة»، وحقائق مشتركة في «قطع الأرزاق، ودع الخلق للخالق»، ولم يبخل رأسه المشتعل بعد ذلك بإطلاق وصف مثل «قول في التفاهات»، وهو يقلل من مسلسل عسيري. لم تفلح محاولات مقدم البرنامج، ولا الهدوء المصطنع من عسيري، في إطفاء ذلك «الاشتعال»، الذي لا يليق بأصفى ليالي رمضان، خصوصا عندما كان المالكي يقابل ذلك الهدوء بمقولة صارخة مثل «أنت مشكلتك تسوي نفسك مسكين». الواقعة تحتاج إلى تحليل من العقلاء؛ لأنها مبنية فيما يبدو على خلفيات «حادة جدا»، لا يعرف خفاياها إلا أقرب المقربين، حين أسهمت في إحماء جذوتها بعض الوسائط الإعلامية، في أروقة «الإعلام الجديد» غالبا.