بات مصير مدرب نادي آرسنال آرسين فينجر مجهولا بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها فريقه بخسارته الفادحة أمام غريمه التقليدي مانشستر يونايتد «28» وهي الأقسى له منذ 115 عاما. وإذا كان النقص في صفوف الفريق ظهر بشكل فاضح على ملعب أولدترافورد، فإن الضغوطات ازدادت على فينجر للتعاقد مع لاعبين جدد قبل يوم فقط من أقفال باب الانتقالات الصيفية منتصف مساء غد. ويطالب أنصار الفريق المدرب بالتعاقد مع لاعبين ذوي خبرة وليس مع لاعبين شبان يحتاجون إلى وقت طويل لكي يبرزوا موهبتهم خصوصا أن الفريق حصل على نقطة واحدة في ثلاث مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن من تعادل سلبي مع نيوكاسل وخسارتين أمام ليفربول «02» وأمام مانشستر يونايتد. ويسعى فينجر إلى التعاقد مع عدة لاعبين منذ أسابيع عدة وأبرزهم في خط الدفاع وهم فيل جاجييلكا من إيفرتون وجاري كاهيل من بولتون، بالإضافة إلى محاولته الحصول على خدمات صانع الألعاب البرازيلي كاكا من ريال مدريد على سبيل الإعارة، لكن الأخير أكد أنه يريد البقاء في صفوف النادي الملكي. ويبدو آرسنال حتى الآن الخاسر الأكبر في عملية صفقات الانتقال كونه أمضى الشهيرن الأخيرين في محاولة للحصول على أعلى مبلغ ممكن للتخلي عن جوهرتيه سيسك فابريجاس وسمير نصري المنتقلين إلى مانشستر سيتي وبرشلونة على التوالي، بدل أن ينكب على تعزيز صفوفه التي كانت في حاجة ماسة إلى لاعبين يتمتعون بالخبرة كي يتحاشى ما حصل معه الموسم الماضي عندما كان ينافس على أربع جبهات حتى نهاية فبراير قبل أن ينهار في الأمتار الأخيرة خصوصا بعد خسارته نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية الممتازة أمام برمنجهام بطريقة دراماتيكية. ولعل أبرز صفقة عقدها الفريق اللندني كانت مع المهاجم العاجي جرفينيو المنتقل إليه من ليل الفرنسي بطل الثنائية المحلية الموسم الماضي، بالإضافة إلى الشاب الإنجليزي أوكلاسد تشامبيلاين «18 عاما» ومهاجم منتخب كوستاريكا تحت 21 عاما جويل كامبل والمدافع الفنلندي جنكنسون «19 عاما». ولا يستطيع فينجر التخفي خلف عدم وجود أموال في خزانة النادي لأن الأخير تخلى عن فابريجاس مقابل 35 مليون يورو وعن نصري مقابل 25 مليون، كما أنه سيحصل على مبلغ مماثل تقريبا بعد أن ضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم إثر تخطيه أودينيزي الإيطالي في الدور التمهيدي، هذا بالإضافة إلى موازنة النادي المرصودة لهذا الموسم أيضا. وبحسب دراسة أعدتها شركة ديلويت اند توش فإن آرسنال يعتبر خامس أغنى الأندية في العالم. ويعتبر فينجر أنجح مدرب في تاريخ النادي اللندني منذ أن تسلم تدريبه في سبتمبر عام 1997 وقاده إلى اللقب المحلي والكأس المحلية مرات عدة، لكن أنصار النادي بدؤوا يوجهون إليه الانتقادات بسبب سياسة الاعتماد على الشبان التي يعتمدها ولم تأت ثمارها علما أن الألقاب غابت عن خزائن النادي منذ عام 2005 وتحديدا منذ فوزه بكأس إنجلترا على حساب مانشستر يونايتد بركلات الترجيح. وحاول فينجر إيجاد أسباب تخفيفية للخسارة الفادحة أمام مانشسترن معتبرا أن فريقه كان يفتقد لثمانية لاعبين أساسيين، ومن شأن عودة هؤلاء أن تعيد التوازن إلى فريقه، لكن أسباب السقوط قد تكون أعمق من ذلك بكثير وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة .