خلطت وكالة الأنباء الأمريكية «يو بي آي» بين تحريم إمامة المرأة لمصلين رجال، وجواز إمامتها للنساء، في خبر بثته أمس، مدعية أن السعودية شهدت للمرة الأولى من نوعها إمامة امرأة لنساء. وحاولت الوكالة الأمريكية خلط الأوراق مع انتقادات دينية سعودية سابقة طالت امرأة تدعى أمينة ودودو أمت جمعا مختلطا بين نساء ورجال في مصلى بمركز أوكسفوردشير ماسونيك في أمريكا. لكن الخبر الذي بثته وكالة الأنباء السعودية «واس»، ونقلته الوكالة الأمريكية على نطاق واسع، أشار إلى أن الداعية مضاوي الطشلان أمت المصليات النساء خلال برنامج وفعاليات إفطار جماعي للجاليات نظمه القسم النسوي بالهيئة العالمية للتعريف بالإسلام بمشاركة مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بشمال الرياض. وربطت الوكالة الأمريكية بين الخبرين، ليبدو أن بينهما صلة، أو رباطا أو على شاكلة واحدة، في وقت يظهر فيه الاختلاف الكبير، حيث إن الانتقادات الدينية السعودية طالت المرأة التي أمت جمعا مختلطا من رجال ونساء، وهو الأمر الذي أفتى فيه العلماء بتحريمه، فيما سبق أن أفتى العلماء بجواز إمامة المرأة للنساء، وذلك وفق ما جاء في فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، في سؤال حول ما حكم إمامة المرأة في الشريعة الإسلامية؟ وما دليل ذلك من القرآن أو السنة، أو من اجتهاد الأئمة الأربعة؟ فأفتى رحمه الله: «فإمامة المرأة للنساء لا بأس بها ولا حرج فيها وهي جائزة، بل مستحبة عند الحاجة إلى ذلك للتعليم والتوجيه، ويعمهن قوله صلى الله عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا بالسنة سواء فأقدمهم هجرة» الحديث، وقد ثبت عن عائشة وأم سلمة أنهما أمتا بعض النساء، فإذا تيسر للمرأة القارئة الفقيهة أن تؤم نساء أهل دارها، أو يجتمع عندها بعض أخواتها وتؤمهن فهذا كله حسن وفيه مصالح، وقد روي عن أم ورقة رضي الله عنها أنها كانت تؤم أهل دارها، فالحاصل أن إمامة المرأة للنساء لا بأس بها ولا حرج فيها بل هي مستحبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك وصارت الإمامة عندها علم وفقه حتى تعلم أخواتها وتفقههن، وحتى يتأسين بصلاتها في قراءتها وركوعها وسجودها وجلستها بين السجدتين واعتدالها بين ركوعها وغير ذلك، فهذا كله ينفع النساء كما ينفع الرجال. وكانت الانتقادات الدينية طالت أيضا المؤلفة الكندية المسلمة راهيل رازا التي قامت بإمامة المصلين الرجال في صلاة الجمعة في 11 يونيو العام 2010 في المركز الإسلامي بمدينة أوكسفورد البريطانية، لتكون أول امرأة ولدت مسلمة تتولى هذه الإمامة في بريطانيا.