سجلت الأسواق الأوروبية وسوق وول ستريت ارتفاعا أمس عقب بيانات أفضل من المتوقع عن مبيعات التجزئة الأمريكية وساعدت الأسواق الأوروبية على تحقيق مكاسب كبيرة دعمها حظر عمليات البيع المكشوف. ورأى المتعاملون أن البيانات الأمريكية تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي ليس في الحالة السيئة التي يعتقد أنه عليها، ما طمأن المستثمرين الذين يحاولون تجاوز الأزمة التي خسرت فيها الأسواق ترليونات الدولارات خلال الأسابيع القليلة الماضية.وحافظت السوق الأمريكية على المكاسب التي حققتها في تعاملات الصباح، حيث سجل مؤشر داوجونز للأسهم الصناعية ارتفاعا بمقدار 124.23 نقطة «1.11 %» ليصل إلى 11267.54 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بمقدار 8.69 نقطة «0.74 %» ليصل إلى 1181.33 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ناسداك 16.95 نقطة «0.68 %» ليصل إلى 2509.63 نقطة.وأظهرت البيانات الرسمية ارتفاع مبيعات التجزئة خلال تموز/ يوليو بنسبة 0.5 % وفي حزيران/ يونيو بنسبة 0.3 %، حيث أنفق المستهلكون الذين يشكلون ثلثي الاقتصاد، مزيدا من المال على الوقود وعلى شراء الأجهزة الإلكترونية والكهربائية. كما ساعدت البيانات الأمريكية في تحقيق الأسواق الأوروبية مكاسب. ففي لندن أغلق مؤشر فوتسي -100 على ارتفاع بنسبة 3.04 % ليصل إلى 5320.03 نقطة، وارتفع مؤشر داكس في سوق فرانكفوت بنسبة 3.45 % ليصل إلى 5997.74 نقطة، كما ارتفع مؤشر كاك في باريس بنسبة 4.02% ليصل إلى 3213.88 نقطة. أما في إيطاليا التي أعلنت عن إجراءات تقشف جديدة بقيمة 45 مليار يورو «64 مليار دولار»، فقد سجل مؤشر فوتسي-إم آي بي ارتفاعا كبيرا بنسبة 4 % ليصل إلى 15888 نقطة. وقد حققت الأسواق الأوروبية هذه المكاسب بعد بداية ضعيفة، حيث أسهمت الخطوة التي اتخذتها كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا بحظر البيع المكشوف، في رفع الضغط عن البنوك التي تضررت كثيرا بالشائعات المتعلقة بقدرتها المالية بسبب انكشافها على ديون دول منطقة اليورو مثل اليونان. وأعلنت وزارة المال الألمانية أمس أن برلين تؤيد حظر البيع المكشوف في أوروبا بينما قال مسؤول بريطاني إن السلطات لا تنوي حاليا منع هذه العمليات في البلاد. وقالت وزارة المال الألمانية إن ألمانيا حظرت عمليات البيع المكشوف العام الماضي وإن هذا الإجراء لا يزال مطبقا. وأضافت «نؤيد حظر عمليات البيع المكشوف في أوروبا القادر وحده على التصدي بشكل مقنع للمضاربات المضرة». وآلية المضاربات هذه تكمن في بيع أسهم لا يملكها المضاربون مراهنين على انخفاض أسعارها ما يسمح لهم بتحقيق أرباح. وهذه الآلية تسهم في تدهور أسعار الأسهم الأكثر هشاشة وتفاقم اضطرابات الأسواق المالية .