انخرط العديد من كبار السن في التدريب الإلكتروني، بعدما أزاحت القوافل المنتشرة في قرى المملكة؛ ضمن خطة تعميم ثقافة الإنترنت؛ الرهبة من نفوسهم، من استخدام التقنية الحديثة، فيما حفزت فضول الصغار للتعلم أكثر، والإبحار في عالم شبكة المعلومات العالمية. وعلى مدى ثلاثة أشهر، وفي نطاق شمل ست مناطق و12 محافظة، و34 مركزا وهجرة، توسعت خلالها القافلة التدريبية الإلكترونية، استفاد أكثر من 1550 متدربا من 100 دورة. وبلا مقدمات، وجد كبار السن أنفسهم في تواصل مكتوب ومسموع ومرئي مع أبنائهم الدارسين في الخارج، بعدما تحصلوا على عناوين إلكترونية، أنشؤوها بمعرفتهم، بفضل الفرصة التي أتاحتها لهم القوافل الإلكترونية، إضافة إلى تمكنهم من إنشاء حسابات إلكترونية للمعاملات الحكومية، والبنكية، إضافة إلى تصفح المواقع الثقافية والاجتماعية والتسويقية. أما الصغار فكان نهمهم للتعلم واضحا لم يتوقف عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بل امتد للبحث عن كيفية الدخول لمواقع الترفيه الإلكتروني، وتحميل برامج متنوعة وخاصة ما يتعلق بالهواتف الذكية. وكذا الحال مع الشباب خصوصا خريجي الثانويات العامة في القرى البعيدة عن المدن، إلا أن تركيزهم انصب على التسجيل في مواقع الجامعات، والتعليم العالي، ومراكز تعلم اللغات، إضافة إلى إنشاء المدونات، والتواصل مع الأصدقاء ومشاركة الصور، وملفات الفيديو. وركزت مبادرة «قوافل التدريب الإلكتروني» أساسا على محو أمية الحاسب الآلي في قرى المملكة في مبادرة وطنية، تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة متخذة القافلة أسلوبا حديثا ومرنا في التعليم والتدريب. وتنشط القافلة من خلال حافلات مجهزة بفصول تدريبية لدى توقفها في كل قرية أو هجرة لمدة أسبوع، يتلقى فيها المستفيد مواد تدريبية لمدة عشر ساعات في الأسبوع عبر مدربين متخصصين، حيث تستوعب كل حافلة 16 متدربا في كل مجموعة تدريبية «أطفال أو كبار سن»، يتلقون دورات في استخدام الحاسب والإنترنت. ونجحت المبادرة بالدرجة الأولى في استهداف طلاب الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية وطلاب المرحلة المتوسطة في التعليم العام الذين ليس لديهم خبرة في استخدام الحاسب الآلي، إضافة إلى كبار السن من سكان القرى والهجر من ذوي الدخل المحدود في تجاوب لافت من خلال إقبال على المشاركة من الجميع إدراكا لما يقدمه من خدمات وتيسير في إنجاز معاملات وفرت قطعت مسافات وبذل الجهد، كما حققت التواصل مع صنوف المجتمع في اطار الاهتمامات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. ونسقت القافلة من أجل تنفيذ الدورات التدريبية مع جمعيات خيرية في القرى، ولجان التنمية الاجتماعية في المحافظات، إضافة لجمعية إنسان، ومنها جمعية البر الخيرية بمركز الخرباء في منطقة تبوك، وجمعية البر الخيرية بمركز السديد في منطقة حائل، ولجنة التنمية الاجتماعية بالقاعد في محافظة جبة وجمعية البر الخيرية بالعمار في منطقة القصيم، والجمعية الخيرية في محافظة الجبيل بالمنطقة الشرقية، وجمعية إنسان في أبها بمنطقة عسير. وسجلت مبادرة «قوافل التدريب الإلكتروني» نتائج إيجابية عديدة إلى جانب المبادرات الوطنية الأخرى التي تركز على محو أمية الحاسب والإنترنت في مناطق المملكة من خلال توفير التدريب الأساسي والمجاني على استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات للأفراد، وبالتركيز على المناطق الريفية ومحدودة الدخل من خلال العديد من المحاور الأساسية والفرعية والتي تنطلق منها هذه المبادرة. ويأتي التعريف بأهمية الاتصالات وتقنية المعلومات في المجتمع من أبرز أهداف القافلة التدريبية، إلى جانب التعريف بالاستخدامات المتعددة للاتصالات وتقنية المعلومات وتوفير البيئة التدريبية المناسبة لتعلم المهارات الأساسية لاستخدام الحاسب الآلي، إضافة لتيسير عملية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية، وتشجيع ساكني المناطق الريفية والقرى على التدريب على استخدام الحاسب والإنترنت. يذكر أن هذه القافلة هي أحد مبادرات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مساهمة من هذه الوزارة في الجهود الحثيثة التي تقوم بها العديد من الجهات العامة والخاصة في مجال نشر المعرفة الرقمية بين مختلف شرائح المجتمع، وتشرف عليها الأمانة العامة للخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات بالوزارة وهي عبارة عن فصول إلكترونية متنقلة في حافلات حديثة ومجهزة ومرتبطة بالشبكة العالمية وتدار بأيد سعودية من مدربين وفنيين وقائدي حافلات .