اختصر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جولة تجارية في القارة الإفريقية من أجل العودة إلى بريطانيا، اليوم، لوضع اللمسات الأخيرة على تحقيق في فضيحة التنصت على اتصالات هاتفية التي أدت إلى استقالة قائد شرطة البلاد بول ستيفنسن. وكشفت مصادر أن كاميرون اختصر إلى النصف مدة جولته ولن يزور إلا جنوب إفريقيا ونيجيريا بعد أن تم إلغاء خطط لزيارة السودان ورواندا. وذكرت أن رئيس الوزراء سيعود للتصدي لانتقادات بأنه كان خارج البلاد وسط هذه الفضيحة، وليتمكن من التركيز على الأحداث بشكل أكبر في الداخل. وطلب كاميرون في بريتوريا، تمديد دورة البرلمان البريطاني ليوم واحد ليتمكن من الحديث عن فضيحة التنصت أمامه، غدا. وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يرافقه وفد كبير يضم 25 من رجال الأعمال، صباح أمس، إلى جنوب إفريقيا في زيارة عمل رغم العاصفة السياسية التي أثارتها في لندن فضيحة التنصت على الاتصالات الهاتفية المتهمة فيها صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» التابعة لمجموعة «نيوز كورب» التي يملكها إمبراطور الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ. وتتضمن هذه الزيارة محطة في نيجيريا، اليوم. وكان يفترض أن تستغرق الجولة الإفريقية أربعة أيام وتقوده أيضا إلى رواندا وجنوب السودان لولا التطورات المتلاحقة بشأن الفضيحة التي كان آخر ضحايا قائد شرطة لندن بول ستيفنسن الذي أعلن استقالته، أمس، الأول. وتبلغ كاميرون بالنبأ قبل ساعة من صعوده إلى الطائرة. وترى بعض الصحف البريطانية أن استقالة السير بول، على خلفية شكوك حول ضلوعه في القضية، يهدد وضع كاميرون بالخطر.. «رحيل ستيفنسن يشير إلى مدى اتساع الأزمة التي باتت الآن تلاحق الأوساط السياسية والإعلام وصفوف الشرطة في هذا البلد»، حسب افتتاحية صحيفة «الجارديان» مضيفة أن «رئيس الوزراء نفسه بات الآن تحت الأضواء في مسائل تتعلق بصوابية حكمه». وسبق أن أشير بالاتهام إلى كاميرون شخصيا لتوظيفه آندي كولسن المساعد السابق لرئيس تحرير الصحيفة التي سببت الفضيحة. وكان كولسن استقال من الصحيفة عام 2007، وعين فيما بعد سكرتيرا إعلاميا لكاميرون. وقد اضطر إلى التخلي عن هذا المنصب في يناير بسبب الفضيحة. وسارع مردوخ «80 عاما» إلى لندن، الأسبوع الماضي، لمعالجة تداعيات الأزمة بعد أن تعرضت امبراطوريته الإعلامية لأكبر هزة في تاريخها. وقد توالت الفضائح أخيرا على مؤسساته في مجال انتهاك الخصوصية وتجاوز قوانين الحصانة الفردية لبعض الأشخاص، خصوصا المشاهير منهم. ووصل بعد يومين من قراره المفاجئ بإغلاق الصحيفة عقب 168 عاما من صدورها وعقب فضيحة التنصت التي طالت عددا من كبار محرريها ومسؤوليها الحاليين والسابقين. وهي تعد واحدة من أشهر الصحف الشعبية في بريطانيا ويتابعها نحو 7.5 مليون قارئ كل أحد. وجاء العنوان الرئيسي في العدد الأخير من الصحيفة مختصرا لما آلت إليه أمورها، قائلا: «شكرا، ووداعا». واستنادا إلى الشرطة، فإن الصحيفة تنصتت على نحو أربعة آلاف شخص من جميع الاتجاهات بينهم أسر مراهقين قتلى. وكانت هذه الفضيحة تفجرت في الرابع من يوليو الجاري مع الكشف عن أن الصحيفة تنصتت على البريد الصوتي لطالبة مختفية عثر عليها بعد ذلك قتيلة. وكانت الطبقة السياسية كلها تطالب منذ أيام برأس ريبيكا بروكس، المساعدة الوفية لقطب الصحافة التي تولت رئاسة تحرير الصحيفة وقت حدوث جزء من عمليات التنصت هذه. وعليها أن تمثل أمام اللجنة الإعلامية في مجلس العموم، اليوم، حيث استدعتها مع روبرت مردوخ وابنه جيمس المسؤول الثالث في المجموعة.