أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، أن حلم مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز رحمه الله، في بناء أمة موحدة ومسالمة أصبح حقيقة واقعة. ووصف خلال افتتاحه في مقر الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية بلندن مساء أمس، معرض صور رحلة الأميرة آليس إلى المملكة العربية السعودية، المعرض بالفريد من نوعه ويشكل لحظات مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين. وأوضح الأمير محمد بن نواف أن عددا كبيرا من صور المعرض أثار لديه الكثير من الذكريات، مشيرا بشكل خاص إلى صور قصر المربع حيث كان آخر أحفاد الملك المؤسس من الذين ولدوا وأمضوا جزءا كبيرا من حياتهم في هذا القصر في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وبين أن صور الأميرة آليس تظهر المناظر الطبيعية لمختلف المدن في المملكة، ولكن بدون طرق وخدمات أو مدارس أو مستشفيات أو كهرباء، لافتا إلى أن مقارنة هذه الصور بالواقع اليوم تظهر سرعة التغيير في المملكة كما أنها دليل على تطور غير عادي للمملكة ولشعبها «لقد تغير عالمنا، ونحن تغيرنا معه، وسنستمر في التغيير ولكن بطريقتنا الخاصة وبالوتيرة المناسبة لنا مسترشدين بعقيدتنا لأن هذه هي رؤية قادتنا». وأشار إلى أن العام 1938 الذي شهد الزيارة كانت بريطانيا على وشك الدخول في الحرب العالمية الثانية، بينما كانت المملكة تشهد أول أعوام توحدها ومسيرتها السلمية بعد فترة من عدم الاستقرار والانقسامات القبلية. وتجول الأمير محمد بن نواف والحضور على ما يزيد على 50 صورة جرى توزيعها في المعرض بشكل يبرز الترتيب الزمني للرحلة التي قامت بها الأميرة آليس منذ وصولها إلى مدينة جدة, ومن ثم زيارتها إلى الطائف, ثم العاصمة الرياض, وأخيرا الأحساء والخبر والمنطقة الشرقية، قبل أن تغادر على ظهر زورق تجاري إلى البحرين. كما شاهد الحضور صورا للأميرة آليس أثناء إقامتها بقصر الكندرة بجدة ولقطات لنزهة برية في وادي فاطمة, ومجموعة من اللقطات النادرة للأميرة وزوجها إيرل أثلون وهما يشربان القهوة العربية مع عدد من المواطنين. واستعرض الضيوف ما رصدته عدسة الأميرة البريطانية من لقطة نادرة لقصر الملك عبدالعزيز في جدة في ذلك الوقت, بالإضافة إلى مجموعة من اللقطات النادرة للملك المؤسس مع عدد من أبنائه الأمراء. وتشمل قائمة الصور لقطات لجولة الأميرة آليس في شوارع جدة على خلفية رائعة لبوابة مكة القديمة, وصورا للإبل وهي ترد إحدى آبار الماء, ومشاهد متفرقة لمساجد الطائف, ومنها مسجد ابن عباس بمنارته البيضاء المميزة, ومنظر عام لقرية الهدا, ومقر إقامة الوفد البريطاني بالطائف, وجوانب من حصن المويه. ويزخر المعرض بمجموعة من صور الأميرة آليس وهي ترتدي الثوب السعودي في مخيم الدفينة والدوادمي ونفود السر, ولقطات عامة من الواحات والأودية في مراة وخشم الحصان ووادي حنيفة وقصر البديعة والمسجد الملحق به, والحديقة المحيطة به. ومن الصور البارزة أيضا في المعرض صورة ملونة لبوابة الثميري بمدينة الرياض, التي تعد من أوائل الصور الملونة للعاصمة, وصورة للسوق تم التقاطها من إحدى نوافذ القصر الملكي, وصورة لقصر المربع من الخارج بتصميمه التراثي الفريد, إلى جانب مجموعة كبيرة من الصور للمواطنين السعوديين في الدرعية ووادي حنيفة, وفي محيط قصر المصمك, ومنزل الأميرة نورة بنت عبدالرحمن, إلى جانب صور للصقارين ومربي الصقور الملكية أثناء رحلات الصيد. يذكر أن المعرض يقام بالتعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ويستمر حتى 21 رمضان، ويضم مجموعة من الصور التاريخية النادرة التي التقطتها عدسة كاميرا الأميرة آليس حفيدة الملكة فيكتوريا خلال زيارتها للمملكة عام 1938م.